﴿أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ﴾ [الأعراف:172] فشاهدوا الربوبية قبل كل شيء و لهذا «تأول صلى اللّٰه عليه و سلم اللبن لما شربه في النوم و ناول فضله عمر قيل ما أولته يا رسول اللّٰه قال العلم» فلو لا حقيقة مناسبة بين العلم و اللبن جامعة ما ظهر بصورته في عالم الخيال عرف ذلك من عرفه و جهله فمن كان يأخذ عن اللّٰه لا عن نفسه كيف ينتهي كلامه أبدا فشتان بين مؤلف يقول حدثني فلان رحمه اللّٰه عن فلان رحمه اللّٰه و بين من يقول حدثني قلبي عن ربي و إن كان هذا رفيع القدر فشتان بينه و بين من يقول حدثني ربي عن ربي أي حدثني ربي عن نفسه و فيه إشارة الأول الرب المعتقد و الثاني الرب الذي لا يتقيد فهو بواسطة لا بواسطة و هذا هو العلم الذي يحصل للقلب من المشاهدة الذاتية التي منها يفيض على السر و الروح و النفس فمن كان هذا مشربه كيف يعرف مذهبه فلا تعرفه حتى تعرف اللّٰه و هو لا يعرف تعالى من جميع وجوه المعرفة كذلك هذا لا يعرف فإن العقل لا يدري أين هو فإن مطلبه الأكوان و لا كون لهذا كما قيل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية