«ثم قال اللّٰه يقول العبد» ﴿اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لاَ الضّٰالِّينَ﴾ فيقول اللّٰه هؤلاء لعبدي و لعبدي ما سأل فإذا قال العارف ﴿اِهْدِنَا﴾ [الفاتحة:6] أحضر الاسم الإلهي الهادي و سأله أن يهديه الصراط المستقيم أن يبينه له و يوفقه إلى المشي عليه و هو صراط التوحيدين توحيد الذات و توحيد المرتبة و هي الألوهية بلوازمها من الأحكام المشروعة التي هي حق الإسلام في قوله صلى اللّٰه عليه و سلم إلا بحق الإسلام و حسابهم على اللّٰه فيحضر في نفسه الصراط المستقيم الذي هو عليه الرب من حيث ما يقود الماشي عليه إلى سعادته أخبر اللّٰه تعالى عن هود أنه قال ﴿إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [هود:56] فإن العارف إذا مشى على ذلك الصراط الذي عليه الرب تعالى على شهود منه كان الحق أمامه و كان العبد تابعا للحق على ذلك الصراط مجبورا و كيف لا يكون تابعا مجبورا و ناصيته بيد ربه يجره إليه فإن اللّٰه يقول ﴿مٰا مِنْ دَابَّةٍ إِلاّٰ هُوَ آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية