فتبين لك أن الليل و النهار و اليوم و الشهر و السنة هي هذه المعبر عنها بالأوقات و تدق إلى مسمى الساعات و دونها و أن ذلك كله لا وجود له في عينه و أنه نسب و إضافات و إن الموجود إنما هو عين الفلك و الكوكب لا عين الوقت و الزمان و أنها مقدرات فيها أعني الأوقات و تبين لك أن الزمان عبارة عن الأمر المتوهم الذي فرضت فيه هذه الأوقات فالوقت فرض متوهم في عين موجودة و هو الفلك و الكوكب يقطع حركة ذلك الفلك و الكوكب بالفرض المفروض فيه في أمر متوهم لا وجود له يسمى الزمان و قد أبنت لك حقيقة الزمان الذي جعله اللّٰه ظرفا للكائنات المتحيزات الداخلة تحت هذا الفلك الموقت فيه المفروض في عينه تعيين الأوقات ليقال خلق كذا و ظهر كذا في وقت كذا ﴿وَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسٰابَ وَ كُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنٰاهُ تَفْصِيلاً﴾ [الإسراء:12] سبحانه لا إله إلا هو الحكيم القدير
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية