[علماء الرسوم و الصوفية:العلم الظاهر و العلم الباطن]
فاعلم إن اللّٰه عزَّ وجلَّ لما خلق الخلق خلق الإنسان أطوارا فمنا العالم و الجاهل و منا المنصف و المعاند و منا القاهر و منا المقهور و منا الحاكم و منا المحكوم و منا المتحكم و منا المتحكم فيه و منا الرئيس و الرءوس و منا الأمير و المأمور و منا الملك و السوقة و منا الحاسد و المحسود و ما خلق اللّٰه أشق و لا أشد من علماء الرسوم على أهل اللّٰه المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي الذين منحهم أسراره في خلقه و فهمهم معاني كتابه و إشارات خطابه فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل عليهم السلام و لما كان الأمر في الوجود الواقع على ما سبق به العلم القديم كما ذكرناه عدل أصحابنا إلى الإشارات كما عدلت مريم عليها السلام من أجل أهل الإفك و الإلحاد إلى الإشارة فكلامهم رضي اللّٰه عنهم في شرح كتابه العزيز الذي ﴿لاٰ يَأْتِيهِ الْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ﴾ [فصلت:42] إشارات و إن كان ذلك حقيقة و تفسيرا لمعانيه النافعة و رد ذلك كله إلى نفوسهم مع تقريرهم إياه في العموم و فيما نزل فيه كما يعلمه أهل اللسان الذين نزل ذلك الكتاب بلسانهم فعم به سبحانه عندهم الوجهين كما قال تعالى ﴿سَنُرِيهِمْ آيٰاتِنٰا فِي الْآفٰاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ﴾ [فصلت:53] يعني الآيات المنزلة في الآفاق و في أنفسهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية