أخاطب بلسانك بنى إسرائيل فأسمعهم كلامي و أعلمهم شريعة التوراة و سنة الدين و طرائق الآخرة من اتبعك منهم و من غيرهم كائنا من كان يا موسى بلغ بنى إسرائيل و قل لهم إني لما خلقت السموات و الأرض خلقت لهما أهلا و سكانا فأهل سماواتي هم الملائكة و خالص عبادي الذين ﴿لاٰ يَعْصُونَ اللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6] يا موسى بلغ عني بنى إسرائيل و قل لهم من قبل وصيتي و أوفى بعهدي و لم يعصني رقيته إلى رتبة ملائكتي و أحللته جنتي معهم و جازيتهم ﴿بِأَحْسَنِ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:96] يا موسى قل لبني إسرائيل عني إني لما خلقت الجن و الإنس و الحيوانات ألهمتهم مصالح الحياة الدنيا و عرفتهم كيفية التصرف فيها لطلب منافعها و الهرب من مضارها كل ذلك لما جعلت لهم من السمع و البصر و الفؤاد و التمييز و الشعور أجمع فهكذا ألهمت أنبيائي و رسلي و الخواص من عبادي و عرفتهم أمر المبدأ و المعاد و النشأة الأخرى و بينت لهم الطريق و كيفية الوصول إليها يا موسى قل لبني إسرائيل يقبلون من الأنبياء وصيتي و يعملون بها و اضمن عني لهم إني أكفيهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح الدنيا و الآخرة جميعا إذا أوفوا بعهدي أوف بعهدهم كائنا من كان من سائر بنى آدم و ألحقتهم بأنبيائي و ملائكتي في الدار الآخرة دار القرار فقال موسى يا رب لو خلقتنا في الجنة و كفيتنا محن الدنيا و مصائبها و بلاياها أ ليس كان خيرا لنا قال يا موسى قد فعلت بأبيكم آدم ما ذكرت و لكن لم يعرف حقها و لم يحفظ وصيتي و لم يوف بعهدي بل عصاني فأخرجته من الجنة فلما تاب و أتاب وعدته أن أرده إليها و آليت على نفسي أن لا يدخلها أحد من ذريته إلا من قبل وصيتي و أوفي بعهدي ف ﴿لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ﴾ [البقرة:124]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية