﴿مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ الْكِتٰابِ﴾ [البقرة:174] و اشتروا به ثمنا قليلا أي بكتمانهم لما حصلوه من المال و الرئاسة بذلك إن ﴿أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَ لاٰ يُكَلِّمُهُمُ اللّٰهُ(وَ لاٰ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ)يَوْمَ الْقِيٰامَةِ وَ لاٰ يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ﴾ و أوصى عباده أيضا فقال لهم ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ﴾ [البقرة:177] ... ﴿وَ أَقٰامَ الصَّلاٰةَ وَ آتَى الزَّكٰاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذٰا عٰاهَدُوا وَ الصّٰابِرِينَ فِي الْبَأْسٰاءِ وَ الضَّرّٰاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ﴾ [البقرة:177] فأخبر أن ﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177] و أوصى ولي الدم أن يعفو و يخلي بين القاتل و المقتول يوم القيامة و «أخبر ﷺ أن حكم القاتل قوادا حكم القاتل اعتداء» و هو قوله ﴿وَ جَزٰاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهٰا﴾ [الشورى:40] فقال في صاحب التسعة أ ما إن قتله كان مثله فتركه و لم يقتله ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبٰاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة:178] من ولي الدم ﴿وَ أَدٰاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسٰانٍ﴾ [البقرة:178] من القاتل إلى ولي الدم ﴿فَمَنِ اعْتَدىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ﴾ [البقرة:178] أي إن قتله بعد ذلك غدرا و قد رضي بالدية و بما عفا عنه منها ﴿فَلَهُ عَذٰابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة:178] و ذكر في حق من حضرته الوفاة أن يوصي مما له التصرف فيه من ماله و هو الثلث للاقربين و هم الذين لا حظ لهم في الميراث و للوالدين و هو مذهب ابن عباس حتى أنه يعصي عنده من لم يوص لوالديه عند الموت بالمعروف و هو أنه لا يتجاوز ثلث ماله و أخبر أنه ﴿حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:180] و أخبر أنه من ﴿بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ﴾ من الموصي إن إثمه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية