و احذر أن تمثل بحيوان أو تتخذه غرضا أو يتخذه غيرك و لا تنهاه عنه و إياك و نكاح البهائم و لقد كان عندنا رجل صالح قليل العلم قد انقطع في بيته فاشترى حمارة لم تعلم له حاجة إليها فسأله بعض الناس بعد سنين و قال له ما تصنع بهذه الحمارة و ما لك حاجة إليها و لا تركبها فقال يا أخي ما اشتريتها إلا عصمة لديني أنكحها حتى لا أزني فقال له إن ذلك حرام فبكى و تاب إلى اللّٰه من ذلك و قال و اللّٰه ما علمت فعليك بالبحث عن دينك حتى تعلم ما يحل لك أن تأتي منه مما لا يحل لك أن تأتيه في تصرفاتك
(وصية)
إذا سألت المغفرة و هي طلب الستر فاسأل إن يسترك عن الذنب أن يصيبك فتكون معصوما أو محفوظا و إن كنت صاحب ذنب فاسأله إن يسترك أن يصيبك عقوبة الذنب و إياك أن تظهر إلى الناس بأمر يعلم اللّٰه منك خلافه فلقد أخبرني الثقة عندي عن الشيخ أبي الربيع الكفيف المالقي كان بمصر يخدمه أبو عبد اللّٰه القرشي المبتلى فدخل عليه الشيخ و سمعه يقول في دعائه اللهم يا رب لا تفضح لنا سريرة فصاح فيه الشيخ و قال له اللّٰه يفضحك على رءوس الأشهاد يا أبا عبد اللّٰه و لأي شيء تظهر لله بأمر و للناس بخلافه أصدق مع اللّٰه عزَّ وجلَّ في جميع أحوالك و لا تضمر خلاف ما تظهر فتاب إلى اللّٰه من ذلك و رجع و ليس للمغفرة متعلق إلا أن يسترك من الذنب أو يسترك من العقوبة عليه يقول اللّٰه سبحانه لنبيه ص ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح:2] فما تقدم لا يعاقبك عليه و ما تأخر لا يصيبك و هذا إخبار من اللّٰه بعصمته ﷺ أخبرني سليمان الدنبلي و كان عبدا صالحا فيما أحسب كثير البكاء و كان له أنس بالله فقعدت معه بمقصورة الدولعي زاوية عائشة بجامع دمشق و جرى بيني و بينه كلام فقال لي يا أخي لي و اللّٰه أكثر من خمسين سنة ما حدثتني نفسي بمعصية قط اللّٰه الحمد على ذلك و احذر يا أخي من التنطع في الكلام و التشدق و إياك أن يستعبدك غير اللّٰه من عرض من عروض الدنيا فإنك عبد لمن استعبدك و إياك و التكبر و الجبروت و تفقد مصالح ما عندك من الحيوانات من بهيمة و فرس و جمل و هرة و غير ذلك و لا تغفل عنهم فإنهم خرس و أمانات بأيديكم إذا أنتم حبستموها عن مصالحها و إياك أن تحدث أخاك بحديث يرى أنك فيه صادق فيصدقك و أنت فيه كاذب لا تحقر أخاك شيئا من نعيم اللّٰه و إن قل و لا تزدر أحدا من عباد اللّٰه و أملك نفسك عند الغضب و عليك بتحمل الأذى من عباد اللّٰه و الصبر عليه فليس أحد أصبر على أذى يسميه من اللّٰه إنهم ليدعون له ولدا و هو يرزقهم و يعافيهم فاجعل الحق أمامك و عامل عباده بما عاملهم به «نزل مشرك بإبراهيم الخليل فاستضافه فقال له إبراهيم عليه السّلام حتى تسلم فقال يا إبراهيم لا أفعل و انصرف فأوحى اللّٰه إليه بإبراهيم من أجل لقمة يترك دينه و دين آبائه إنه ليشرك بي منذ سبعين سنة و أنا أرزقه فخرج إبراهيم عليه السّلام في أثر الرجل فعرض عليه الرجوع فاستخبره عن ذلك فأخبره بعتب اللّٰه له في ذلك فأسلم المشرك»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية