الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الفلق: [تفسير السعدي]

كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (توفي سنة 1376 هجرية)، وهو من التفاسير الحديثة بعبارات سهلة وواضحة تتجنب الحشو والتطويل وتترك الخلاف والإسرائيليات، وتركز على المعنى المقصود من الآية.
سورة الفلق

أي: { قل } متعوذًا { أَعُوذُ } أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم { بِرَبِّ الْفَلَقِ } أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.

{ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها،

ثم خص بعد ما عم، فقال: { وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.

{ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.

{ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.

ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].

اسم السورة سورة الفلق (Al-Falaq - The Daybreak)
ترتيبها 113
عدد آياتها 5
عدد كلماتها 23
عدد حروفها 71
معنى اسمها (الْفَلَقُ): الصُّبْحُ عِنْدَمَا يَنْشَقُّ مِن ظُلْمَةِ الْلَّيلِ
سبب تسميتها لِدِلَالَةِ (الْفَلَقِ) عَلَى مَعْنَى الْبِشَارَةِ وَالتَّفَاؤُلِ بِفَرَجِ اللهِ بَعْدَ ظُلْمَةِ الْمِحَنِ
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْفَلَقِ)، وَتُسَمَّى (الْمُقَشْقِشَةَ)، وَتُسَمَّى مَعَ (الْإِخْلاصِ) وَ(النَّاسِ) بِالمُعَوِّذَاتِ
مقاصدها الْلُّجُوءُ إِلَى اللهَ وَالْاسْتِعَاذَةُ بِهِ مِنَ الْأَشْرَارِ وَالفُجَّارِ وَأَفْعَالِهِمُ الْخَبِيثَةِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، فَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: «سَحَرَ النَّبِيَّ ﷺ رَجُلٌ مِنَ الْيَهودِ، فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ...». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ ابْنُ حمَيدٍ فِي الْمُنْتَخَبِ)
فضلها هِيَ شِفَاءٌ، عَنْ عَائَشَةَ رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيهِ، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. (رَوَاهُ البُخَارِيّ). مِنْ أَقْوَى المُحَصِّنَاتِ، عَن عَائِشَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا آوَى إِلَى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ و ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾ و ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِمَا عَلَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وَمَا أقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ. (رَوَاهُ البُخَارِيّ)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الفَلَقِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الإخْلَاصِ):(الإِخلَاصُ) مُقَدِّمَةٌ مُهِمَّةٌ لِسُورَتَي (الْفَلَقِ وَالنَّاسِ) لِلاسْتِعَاذَةِ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَمُصِيبَةٍ
اختر الًجزء:
اختر السورة:
اختر الًصفحة:


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!