المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الكافرون: [تفسير البغوي]
كتاب معالم التنزيل، للحسين بن مسعود البغوي، المحدّث والفقيه الشافعي، توفي (510 هـ). وهو تفسير متوسط نقل فيه مصنفه الصحيح من تفسير الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولا يذكر الضعيف.سورة الكافرون | ||
مكية
( قل يا أيها الكافرون ) إلى آخر السورة .
نزلت في رهط من قريش منهم : الحارث بن قيس السهمي ، والعاص بن وائل ، والوليد بن المغيرة ، [ والأسود ] بن عبد يغوث ، والأسود بن المطلب بن أسد ، وأمية بن خلف ، قالوا : يا محمد [ هلم فاتبع ] ديننا ونتبع دينك ونشركك في أمرنا كله ، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيرا كنا قد شركناك فيه وأخذنا حظنا منه ، وإن كان الذي بأيدينا خيرا كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظك منه ، فقال : معاذ الله أن أشرك به غيره ، قالوا : فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك ، فقال : حتى أنظر ما يأتي من عند ربي ، فأنزل الله - عز وجل - : " قل يا أيها الكافرون " إلى آخر السورة ، فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش ، فقام على رءوسهم ثم قرأها عليهم حتى فرغ من السورة ، فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه .
ومعنى الآية: "لا أعبد ما تعبدون"، في الحال.
"ولا أنتم عابدون ما أعبد"، في الحال.
"ولا أنا عابد ما عبدتم"، في الاستقبال.
( ولا أنتم عابدون ما أعبد ) في الاستقبال .
وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون .
وقوله : [ ما ] أعبد " أي : من أعبد ، لكنه ذكره لمقابلة : " ما تعبدون " .
ووجه التكرار : قال أكثر أهل المعاني : هو أن القرآن نزل بلسان العرب ، وعلى مجاز خطابهم ، ومن مذاهبهم التكرار ، إرادة التوكيد والإفهام كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز .
وقال القتيبي : تكرار الكلام لتكرار الوقت ، وذلك أنهم قالوا : إن سرك أن ندخل في دينك عاما فادخل في ديننا عاما ، فنزلت هذه السورة .
( لكم دينكم ) الشرك ( ولي دين ) الإسلام ، قرأ ابن كثير ، ونافع ، وحفص : " ولي " بفتح الياء ، قرأ الآخرون بإسكانها . [ وهذه الآية منسوخة بآية السيف ] .
اسم السورة | سورة الكافرون (Al-Kafirun - The Disbelievers) |
ترتيبها | 109 |
عدد آياتها | 6 |
عدد كلماتها | 27 |
عدد حروفها | 95 |
معنى اسمها | الكُفْرُ: نَقِيضُ الْإِيمَانِ، وَمَعْنَاهُ جُحُودُ النِّعْمَةِ. وَالمُرَادُ (بِالْكَافِرِينَ): سَادَاتُ قُرَيشٍ وَمَنْ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ |
سبب تسميتها | لِأَنَّ مَوضُوعَ السُّورَةِ عَنْ الْكَافِرِينَ، وَقَدْ تَفَرَّدَتْ بِصِيغَةِ النِّدَاءِ بِهِمْ |
أسماؤها الأخرى | اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْكَافِرُونَ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (الْعِبَادَةِ)، وَسُورَةَ (الدِّينِ)، وَتُسَمَّى مَعَ سُورَةِ (الْإِخْلَاصِ) بِالْمُقَشْقِشَتَينِ |
مقاصدها | الْاعْتِزَازُ بِدِينِ الْإِسْلَامِ، وَالْوَلَاءُ للهِ، وَالْبَرَاءُ مَنْ الْكُفْرِ وَأَهْلِهِ |
أسباب نزولها | سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها | هِيَ تَعدِلُ رُبُع القُرآن، قَالَ ﷺ: «﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ». (حَدِيثٌ حَسَنٌ، رواه التِّرمِذِيّ). تُستَحَبُّ قِراءَتُها فِي سُنَّةَ الفَجر، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ بِـ(الْكَافِرُونَ) وَ(الْإِخْلاصِ) فِي رَكْعَتَيْ سُنَّةِ الْفَجْرِ. (رَوَاهُ مُسْلِمْ) |
مناسبتها | مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الكافِرونَ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الكَوْثَرِ):لمَّا بَشَّرَتِ (الْكَوْثَرُ) رَسُولَ اللهِ ﷺ بِالْعَطَاءِ، قَوِيَتْ عَزِيمَتُهُ فِي مُوَاجَهَةِ الْكُفْرِ وَالْاعْتِزَازِ بِدِينِ اللهِ تَعَالَى كَمَا بَيَّنَتْهَا سُورَةُ (الْكَافِرُونَ) |