«وأرسل عليهم طيراً أبابيل» جماعات جماعات، قيل لا واحد له كأساطير، وقيل واحده: أبول أو بال أو أبيل كعجول ومفتاح وسكين.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) لَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
[ كل ما حدث كان عن وحي إلهي : ]
انظر أيها العاقل إلى الفيل وحبسه ، وامتناعه من القدوم على خراب بيت اللّه ، وانظر إلى ما فعلت الطير بأصحاب الفيل ، وما رمتهم به من الحجارة التي لها خاصية في القتل دون غيرها من الأحجار ، أترى يصدر ذلك منها من غير وحي إلهي إليها بذلك ! ! !
فكم من فيل كان في العالم ، وكمن من أصحاب غزاة كانوا في العالم لما ظهر مثل هذا الأمر في هؤلاء ، وما ظهر في غيرهم ؟ وهل يوحي اللّه إلى من لا يعقل عنه ؟ تعلم منها أنه ما من حيوان أو شيء من غير الحيوان عصى أمر اللّه ، أو لم يقبل وحي اللّه.
(106) سورة قريش مكيّة
------------
(5) الفتوحات ج 3 /
490
وأرسل الله عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان.
قال سعيد بن جبير : كانت طيرا من السماء لم ير قبلها، ولا بعدها مثلها. وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إنها طير بين السماء والأرض تعشش وتفرخ). وعن ابن عباس : كانت لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب وقال عكرمة : كانت طيرا خضرا، خرجت من البحر، لها رؤوس كرؤوس السباع. ولم تر قبل ذلك ولا بعده. وقالت عائشة رضي الله عنها : هي أشبه شيء بالخطاطيف. وقيل : بل كانت أشباه الوطاويط، حمراء وسوداء. وعن سعيد بن جبير أيضا : هي طير خضر لها مناقير صفر. وقيل : كانت بيضا. وقال محمد بن كعب : هي طير سود بحرية، في مناقيرها وأظفارها الحجارة. وقيل : إنها العنقاء المُغرِب التي تضرب بها الأمثال؛؛ قال عكرمة {أبابيل} أي مجتمعة. وقيل : متتابعة، بعضها في إثر بعض؛ قال ابن عباس ومجاهد. وقيل مختلفة متفرقة، تجيء من كل ناحية من ها هنا وها هنا؛ قال ابن مسعود وابن زيد والأخفش. قال النحاس : وهذه الأقوال متفقة، وحقيقة المعنى : أنها جماعات عظام. يقال : فلان يؤبل على فلان؛ أي يعظم عليه ويكثر؛ وهو مشتق من الإبل. واختلف في واحد أبابيل؛ فقال الجوهري : قال الأخفش يقال : جاءت إبلك أبابيل؛ أي فرقا، وطيرا أبابيل. قال : وهذا يجيء في معنى التكثير، وهو من الجمع الذي لا واحد له. وقال بعضهم : واحده أبول. مثل عجول. وقال بعضهم - وهو المبرد - : إبيل مثل سكين. قال : ولم أجد العرب تعرف له واحدا في غير الصحاح. وقيل في واحده إبال. وقال رؤبة بن العجاج في الجمع : ولعبتْ طيرٌ بهم أبابيلْ ** فصيروا مثل كعصف مأكول وقال الأعشى : طريق وجبار رواء أصوله ** عليه أبابيل من الطير تنعب وقال آخر : كادت تهد من الأصوات راحلتي ** إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل وقال آخر : تراهم إلى الداعي سراعا كأنهم ** أبابيل طير تحت دجن مسخن قال الفراء : لا واحد له من لفظه. وزعم الرؤاسي - وكان ثقة - أنه سمع في واحدها {إبالة} مشددة. وحكى الفراء {إبالة} مخففا. قال : سمعت بعض العرب يقول : ضغث على إبالة. يريد : خصبا على خصب. قال : ولو قال قائل إيبال كان صوابا؛ مثل دينار ودنانير. وقال إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن نوفل : الأبابيل : مأخوذ من الإبل المؤبلة؛ وهي الأقاطيع.
وبعث عليهم طيرًا في جماعات متتابعة، تقذفهم بحجارة من طين متحجِّر.
أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة.
( وأرسل عليهم طيرا أبابيل ) كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضا . وقيل : أقاطيع كالإبل المؤبلة . قال أبو عبيدة . أبابيل جماعات في تفرقة ، يقال : جاءت الخيل أبابيل من هاهنا وهاهنا .
قال الفراء : لا واحد لها من لفظها . وقيل : واحدها إبالة . وقال الكسائي : إني كنت أسمع النحويين يقولون : واحدها أبول ، مثل عجول وعجاجيل .
وقيل : واحدها من [ لفظها ] إبيل .
قال ابن عباس : كانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير ، وأكف كأكف الكلاب .
وقال عكرمة : لها رؤوس كرؤوس السباع . قال الربيع : لها أنياب كأنياب السباع .
وقال سعيد بن جبير : خضر لها مناقير صفر . وقال قتادة : طير سود جاءت من قبل البحر فوجا فوجا مع كل طائر ثلاثة أحجار ; حجران في رجليه ، وحجر في منقاره ، لا تصيب شيئا إلا هشمته .
(وَأَرْسَلَ) ماض فاعله مستتر (عَلَيْهِمْ) متعلقان بالفعل (طَيْراً) مفعول به (أَبابِيلَ) صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Waarsala AAalayhim tayran ababeela
And send against them swarms of flying creatures,
Ve onlara, çeşitli yerlerden bölükbölük, birbiri ardınca kuşlar göndermedi mi?
et envoyé sur eux des oiseaux par volées
und über sie Vögel in Schwärmen geschickt,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الفيل (Al-Fil - The Elephant) |
ترتيبها |
105 |
عدد آياتها |
5 |
عدد كلماتها |
23 |
عدد حروفها |
96 |
معنى اسمها |
(الْفِيلُ): الْحَيَوانُ الْمَعْرُوفُ، وَجَمْعُهُ أَفْيَالٌ وَفِيَلَةٌ |
سبب تسميتها |
لِأَنَّ الْفِيلَ رَمَزَ إِلَى أَقْوَى وَسِيلَةٍ فِي هَدْمِ الْكَعْبَةِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ فَسُمِّيَتْ بِهِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْفِيلِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ﴾ |
مقاصدها |
إِظْهَارُ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى فِي حِمَايَةِ الْبَيتِ الْحَرَامِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
مِنَ الْنَّظَائِرِ الَّتِي تَعَلَّمَهَا الصَّحَابَةُ y فِي الصَّلاةِ، فَعَنِ الْمَعْرُورِ بنِ سُوَيدٍ رضي الله عنه قال: «خَرَجْنَا مَعَ عُمَرَ رضي الله عنه فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا، فَقَرَأَ بِنَا فِي الْفَجْرِ: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ﴾ و ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ﴾. (أَثَرٌ صَحِيحٌ، تَحْذِيرُ الْمَسَاجِدِ لِلْأَلْبَانِيِّ) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الفِيْلِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الهُمَزَةِ):لَمَّا ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى فِي (الْهُمَزَةِ) أَصْنَافًا مِنْ أَهْلِ الْخُسْرَانِ، تَابَعَ الْحَدِيثَ بِذِكْرِ صِنْفٍ آخَرَ فِي سُورَةِ (الْفِيلِ) |