«كلا» حقا «لو تعلمون علم اليقين» علما يقينا عاقبة التفاخر ما اشتغلتم به.
ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)
الإنسان يوم القيامة الكبرى ، وهي قيامة البعث والحشر الأعظم ، الذي يجمع الناس فيه ما بين مسؤول ومحاسب ومناقش في حسابه وغير مناقش ، وهو الحساب اليسير ، وهو عرض الأعمال على العبد من غير مناقشة ، والمناقشة السؤال عن العلل في الأعمال ، فالسؤال عام في الجميع حتى الرسل ،
والسؤال على نوعين: سؤال على تقرير النعم على طريق مباسطة الحق للمسئول ، فهو ملتذ بالسؤال ، وسؤال على طريق التوبيخ أيضا لتقرير النعم فهو في شدة .
قال صلّى اللّه عليه وسلّم لأصحابه وقد أكلوا تمرا وماء عن جوع
[ إنكم لتسألون عن نعيم هذا اليوم ]
وهذا السؤال موجه للإنذار والبشارة في قوم مخصوصين ، وهم أهل ذلك المجلس ، وهو تنبيه بما هو عليه الأمر في حق الجميع للتقليل من الحلال ، إما للنشاط في الطاعات ، وإما لخفة الحساب.
(103) سورة العصر مكيّة
------------
(8) الفتوحات ج 3 /
389 - ج 2 /
188
وقوله تعالى " كلا لو تعلمون علم اليقين " أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى صرتم إلى المقابر.
قوله تعالى {كلا لو تعلمون علم اليقين} أعاد {كلا} وهو زجر وتنبيه، لأنه عقب كل واحد بشيء آخر؛ كأنه قال : لا تفعلوا، فإنكم تندمون، لا تفعلوا، فإنكم تستوجبون العقاب. وإضافة العلم إلى اليقين، كقوله تعالى {إن هذا لهو حق اليقين}[
الواقعة : 95]. وقيل : اليقين ها هنا : الموت؛ قاله قتادة. وعنه أيضا : البعث؛ لأنه إذا جاء زال الشك، أي لو تعلمون علم البعث وجواب {لو} محذوف؛ أي لو تعلمون اليوم من البعث ما تعلمونه إذا جاءتكم نفخة الصور، وأنشقت اللحود عن جثثكم، كيف يكون حشركم؟ لشغلكم ذاك عن التكاثر بالدنيا. وقيل {كلا لو تعلمون علم اليقين} أي لو قد تطايرت الصحف، فشقي وسعيد. وقيل : إن {كلا} في هذه المواضع الثلاثة بمعنى {ألا} قاله ابن أبي حاتم، وقال الفراء : هي بمعنى {حقا} وقد تقدم الكلام فيها مستوفى.
ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم لانزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك. لتبصرُنَّ الجحيم، ثم لتبصرُنَّها دون ريب، ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.
{ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.
( كلا لو تعلمون علم اليقين ) أي : علما يقينا ، فأضاف العلم إلى اليقين كقوله : " لهو حق اليقين " ، وجواب " لو " محذوف ، أي : لو تعلمون علما يقينا لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر .
قال قتادة : كنا نتحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت .
(كَلَّا) حرف ردع وزجر (لَوْ) حرف شرط غير جازم (تَعْلَمُونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله (عِلْمَ الْيَقِينِ) مفعول به مضاف إلى اليقين والجملة ابتدائية لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
Kalla law taAAlamoona AAilma alyaqeeni
Nay, would that ye knew (now) with a sure knowledge!
İş öyle değil, şüphesiz olarak iyideniyiye bir bilseniz.
Sûrement! Si vous saviez de science certaine.
Gewiß, nein! Würdet ihr über dasWissen der Gewißheit verfügen,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة التكاثر (At-Takathur - The Rivalry in world increase) |
ترتيبها |
102 |
عدد آياتها |
8 |
عدد كلماتها |
28 |
عدد حروفها |
122 |
معنى اسمها |
(التَّكَاثُرُ): التَّفَاخُرُ بِكَثْرَةِ الْعَدَدِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ |
سبب تسميتها |
دِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (التَّكَاثُرِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (الْمَقْبَرَةِ) |
مقاصدها |
التَّحْذِيرُ مِنَ الانْغِمَاسِ فِي مَتَاعِ الدُّنْيَا وَنِسْيانِ الْآخِرَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّلِ |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (التَّكَاثُرِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (القاَرِعَةِ):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عَنِ الْقِيَامَةِ وَأَحْدَاثِهَا وَالاسْتِعْدَادِ لَهَ |