الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة البينة: [الآية 7]

سورة البينة
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ ﴿7﴾

تفسير الجلالين:

«إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية» الخليقة.

تفسير الشيخ محي الدين:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)

متعلق الرضا القليل ، فإن الإنعام لا يتناهى بالبرهان الواضح والدليل ، فلا بد من الرضى ، بذا حكم الدليل وقضى ، وبهذا المعنى رضاه سبحانه عنك بما أعطيته منك «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ» لما كانت مواهب اللّه لا نهاية لها ، فما لها آخر ترجع إليه فتنقضي ، والعبد ما وفى فيما كلفه اللّه وسعه ولا حق استطاعته ، فصح وثبت «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ» فيما أتوا به من الأعمال «وَرَضُوا عَنْهُ» ورضوا بما وهبهم مما عنده مما لا يتناهى كثرة ،

فالرضا من صفات الحق والرضا من صفات الخلق بما ينبغي للحق وبما يليق بالمخلوق ، ورد في بعض الأخبار النبوية أن الناس في الجنة إذا أخذوا منازلهم فيها ، ناداهم الحق جل جلاله بالكلام الذي ينبغي أن ينسب إليه من غير تكييف ولا تشبيه

[ يا عبادي هل بقي لكم شيء ]

فيقولون : [ يا ربنا ما بقي لنا شيء ، نجيتنا من النار وأدخلتنا الجنة وكسوتنا وأطعمتنا وسقيتنا وفعلت وصنعت ، فيقول جل جلاله : وبقي لكم شيء ،

فيقولون : يا ربنا وما بقي لنا ؟

فيقول : أن أعلمكم برضائي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ، هل رضيتم ؟

فيقولون : رضينا عنك ]


فما يسر أهل الجنة بشيء أعظم من سرورهم بهذا الخطاب ، وهؤلاء المخاطبون بهذا الخطاب هم أهل الجنة الذين هم أهلها ، العاملون لها والمتعشقون بها ، الذين ما طلبوا من الحق سواها ، وأما العارفون أهل اللّه وخاصته فليس لهم في هذا الخطاب مدخل ،

إذ قد نالوه في الدنيا ، وأولئك في الآخرة ، فالعارفون في الجنة بحكم العرض لا بحكم الذات وهم مع اللّه بالذات ،

فقيل فيهم : أهل اللّه وخاصته ، ولم ينسبوا إلى الجنة لكن الجنة تنسب إليهم ، وأما أهل الجنة الذين هم أهلها فهم مع الجنة بالذات ومع اللّه بالعرض ، فرؤيتهم للّه تعالى في أوقات مخصوصة ، وكلهم في الجنان مع الحور والولدان «

ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ» بطلب الحق المشروع ليتصف به ، بالعمل ليرضي اللّه بذلك ، فيكون ممن رضي اللّه عنهم في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم ، فهم على ما شرع لهم رقيقة

- خشية الفؤاد من قلة الزاد وهول المعاد ،

بل هو من سوء المعاملة مع طلب المواصلة ، بل هو من الدعوى مع التعدي في التقوى .

(99) سورة الزّلزلة مدنيّة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

سورة إذا زلزلت تقوم مقام أو تعدل نصف القرآن إذا قسم قسمين .

------------

(8) الفتوحات ج 4 / 351 - كتاب الإسفار - كتاب عقلة المستوفز - الفتوحات ج 2 / 522 - كتاب مواقع النجوم

تفسير ابن كثير:

ثم أخبر تعالى عن الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية وقد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من العلماء على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة لقوله "أولئك هم خير البرية".


تفسير الطبري :

قوله تعالى {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} {المشركين} : معطوف على {الذين}، أو يكون مجرورا معطوفا على {أهل}. {في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز على الأصل في الموضعين؛ من قولهم : برأ اللّه الخلق، وهو البارئ الخالق، وقال {من قبل أن نبرأها}[الحديد : 22]. الباقون بغير همز، وشد الياء عوضا منه. قال الفراء : إن أخذت البرية من البرى، وهو التراب، فأصله غير الهمز؛ تقول منه : براه اللّه يبروه بروا؛ أي خلقه. قال القشيري : ومن قال البرية من البرى، وهو التراب، قال : لا تدخل الملائكة تحت هذه اللفظة. وقيل : البرية : من بريت القلم، أي قدرته؛ فتدخل فيه الملائكة. ولكنه قول ضعيف؛ لأنه يجب منه تخطئة من همز. وقوله {شر البرية} أي شر الخليقة. فقيل يحتمل أن يكون على التعميم. وقال قوم : أي هم شر البرية الذين كانوا في عصر النبي صلى اللّه عليه وسلم؛ كما قال تعالى {وأني فضلتكم على العالمين}[البقرة : 47] أي على عالمي زمانكم. ولا يبعد أن يكون في كفار الأمم قبل هذا من هو شر منهم؛ مثل فرعون وعاقر ناقة صالح. وكذا {خير البرية} : إما على التعميم، أو خير برية عصرهم. وقد استدل بقراءة الهمز من فضل بني آدم على الملائكة، وقد مضى في سورة [البقرة] القول فيه. وقال أبو هريرة رضي اللّه عنه : المؤمن أكرم على اللّه عز وجل من بعض الملائكة الذين عنده.

التفسير الميسّر:

إن الذين صَدَّقوا الله واتبعوا رسوله وعملوا الصالحات، أولئك هم خير الخلق.

تفسير السعدي

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ } لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة.


تفسير البغوي

"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية".


الإعراب:

(إِنَّ الَّذِينَ) إن واسمها (آمَنُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (وَعَمِلُوا) معطوف على آمنوا (الصَّالِحاتِ) مفعول به (أُولئِكَ) مبتدأ (هُمْ) ضمير فصل (خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) خبر المبتدأ مضاف إلى البرية والجملة الاسمية خبر إن وجملة إن الذين.. مستأنفة لا محل لها.

---

Traslation and Transliteration:

Inna allatheena amanoo waAAamiloo alssalihati olaika hum khayru albariyyati

بيانات السورة

اسم السورة سورة البينة (Al-Baiyina - The Clear Proof)
ترتيبها 98
عدد آياتها 8
عدد كلماتها 94
عدد حروفها 394
معنى اسمها الْبَيِّنُ مِنِ الْكَلَامِ: الْوَاضِحُ، وَالمُرَادُ (بالبَيِّنَةِ): النَّبِيُّ ﷺ وَمَا جَاءَ بِهِ
سبب تسميتها دِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْبَيِّنَةِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾، وَسُورَةَ (القَيِّمَةِ)، وَسُورَةَ (أَهْلِ الْكِتَابِ)
مقاصدها بَيَانُ حَالِ مَنِ اهْتَدَى بِالْبَيِّنَةِ وَمَآلِهِ وَحَالِ مَنْ كَفَرَ بِهَا
أسباب نزولها سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعضِ آيَاتِهَا
فضلها خَصَّهَا اللهُ تَعَالَى بِأَحَدِ الصَّحَابَةِ y، قَالَ رَسُولُ اللهَ ﷺ لِأبُيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيكَ ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾»، قَالَ: وَسَمَّانِي! قَالَ: «نَعَم»، فَبَكَى. (رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (البيِّنَةِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (القَدْرِ):لَمَّا تَحَدَّثَتْ (الْقَدْرُ) عَنِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، نَاسَبَ ذِكْرَ مَنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ ﷺ فِي (الْبَيِّنَةِ) لِيَكُونَا بَيِّنَةً عَلىَ الكَافِرِيْنَ
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!