«ووضعنا» حططنا «عنك وزرك».
وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
فإنه من قنع بالجهل وأساء الأدب ، فلا يزهد في الطلب ، ومن هنا أمره الحق أمرا حتما ، أن يقول : رب زدني علما ، فإن اللّه ما أراد منك في هذا الأمر إلا دوام الافتقار ، ووجود الاضطرار ، فلا تقطع المعاملة ، وعليك باستعمال المراسلة في طلب المواصلة ، مواصلة لا أمد لانقضائها ولا راد لقضائه
[ إشارة : «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ» : ]
-إشارة -كان شيخنا أبو مدين رحمه اللّه يقول في هذه الآية «فَإِذا فَرَغْتَ» من الأكوان «فَانْصَبْ» قلبك لمشاهدة الرحمن «وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ» في الدوام فإذا دخلت في عبادة فلا تحدث نفسك بالخروج منها ، وقل يا ليتها كانت القاضية
- إشارة -إذا أردت أيها المصلي أن يقبل كلامك
، ويتلقى بالترحيب سلامك ، فلا تدخل مصلاك ، حتى تعرف من تولاك ، وتتفرغ عن أهلك ودكانك ، وعمادك وسلطانك ، فإذا فرغت من الأكوان ، فانصب ذاتك لمشاهدة الرحمن ، وإلى ربك فارغب في الدوام ، إن أردت أن تفوز بلذة السلام .
(95) سورة التّين مكيّة
------------
(8) الفتوحات ج 4 /
350 - ج 1 /
629 - كتاب التنزلات الموصلية
وقوله : ( ووضعنا عنك وزرك ) بمعنى : ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) [ الفتح : 2 ]
قوله تعالى {ووضعنا عنك وزرك} أي حططنا عنك ذنبك. وقرأ أنس {وحللنا، وحططنا}. وقرأ ابن مسعود {وحللنا عنك وقرك}. هذه الآية مثل قوله تعالى {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}[
الفتح : 2]. قيل : الجميع كان قبل النبوة. والوزر : الذنب؛ أي وضعنا عنك ما كنت فيه من أمر الجاهلية؛ لأنه كان صلى اللّه عليه وسلم في كثير من مذاهب قومه، وإن لم يكن عبد صنما ولا وثنا. قال قتادة والحسن والضحاك : كانت للنبي صلى اللّه عليه وسلم ذنوب أثقلته؛ فغفرها اللّه له {الذي أنقض ظهرك} أي أثقله حتى سمع نقيضه؛ أي صوته. وأهل اللغة يقولون : أنقض، الحمل ظهر الناقة : إذا سمعت له صريرا من شدة الحمل. وكذلك سمعت نقيض الرحل؛ أي صريره. قال جميل : وحتى تداعت بالنقيض حباله ** وهمت بواني زوره أن تحطما بواني زوره : أي أصول صدره. فالوزر : الحمل الثقيل. قال المحاسبي : يعني ثقل الوزر لو لم يعف اللّه عنه. {الذي أنقض ظهرك} أي أثقله وأوهنه. قال : وإنما وصفت ذنوب، الأنبياء بهذا الثقل، مع كونها مغفورة، لشدة اهتمامهم بها، وندمهم منها، وتحسرهم عليها. وقال السدي {ووضعنا عنك وزرك} أي وحططنا عنك ثقلك. وهي في قراءة عبدالله بن مسعود {وحططنا عنك وقرك}. وقيل : أي حططنا عنك ثقل آثام الجاهلية. قال الحسين بن المفضل : يعني الخطأ والسهو. وقيل : ذنوب أمتك، أضافها إليه لاشتغال قلبه. بها. وقال عبدالعزيز بن يحيى وأبو عبيدة : خففنا عنك أعباء النبوة والقيام بها، حتى لا تثقل عليك. وقيل : كان في الابتداء يثقل عليه الوحي، حتى كاد يرمي نفسه من شاهق الجبل، إلى أن جاءه جبريل وأراه نفسه؛ وأزيل عنه ما كان يخاف من تغير العقل. وقيل : عصمناك عن احتمال الوزر، وحفظناك قبل النبوة في الأربعين من الأدناس؛ حتى نزل عليك الوحي وأنت مطهر من الأدناس.
ألم نوسع -أيها النبي- لك صدرك لشرائع الدين، والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، وحططنا عنك بذلك حِمْلك الذي أثقل ظهرك، وجعلناك -بما أنعمنا عليك من المكارم- في منزلة رفيعة عالية؟
{ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ } أي: ذنبك،
( ووضعنا عنك وزرك ) قال الحسن ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك : وحططنا عنك الذي سلف منك في الجاهلية ، وهو كقوله : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ( الفتح - 2 ) .
وقال الحسين بن الفضل : يعني الخطأ والسهو . وقيل : ذنوب أمتك [ فأضافه ] إليه لاشتغال قلبه بهم ، وقال عبد العزيز بن يحيى وأبو عبيدة : يعني خففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها .
(وَوَضَعْنا) ماض وفاعله (عَنْكَ) متعلقان بالفعل (وِزْرَكَ) مفعول به. والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
WawadaAAna AAanka wizraka
And eased thee of the burden
Ve senin yükünü kaldırıp attık.
Et ne t'avons-Nous pas déchargé du fardeau
und dir deine Last abgenommen,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الشرح (Al-Sharh - The Relief) |
ترتيبها |
94 |
عدد آياتها |
8 |
عدد كلماتها |
27 |
عدد حروفها |
102 |
معنى اسمها |
شَرَحَ الشَّيءَ: بَسَّطَهُ وَوَسَّعَهُ. وَالمُرَادُ (بِالشَّرْحِ): أَنَّ اللهَ شَرَحَ صَدْرَ نَبِيِّهِ ﷺ بِالْوَحْيِ، وَسَرَّهُ بِهِ، وَطَيَّبَ بِهِ نَفْسَهُ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ صِفَةِ انْشِرَاحِ صَدْرِ النَّبِيِّ ﷺ، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الشَّرْحِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿أَلَمۡ نَشۡرَحۡ﴾، وَسُورَةَ (الانْشِرَاح) |
مقاصدها |
بَيَانُ فَضْلِ النَّبِيِّ ﷺ، وَرِعَايَةُ اللهِ تَعَالَى لَهُ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّل |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الشَّرْحِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الضُّحَى):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عَنْ شَخْصِ النَّبِيِّ ﷺ |