«يوم» بالرفع، أي هو يوم «لا تملك نفس لنفس شيئا» من المنفعة «والأمر يومئذ لله» لا أمر لغيره فيه، أي لم يمكن أحدا من التوسط فيه بخلاف الدنيا.
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)
بما غمرهم به من إحسانه.
------------
(13) الفتوحات ج 2 /
39
ثم فسره بقوله ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) أي : لا يقدر واحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى
ونذكر هاهنا حديث يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئا وقد تقدم في آخر تفسير سورة الشعراء ولهذا قال ( والأمر يومئذ لله ) كقوله ( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) غافر 16 وكقوله ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) الفرقان : 26 وكقوله ( مالك يوم الدين ) الفاتحة : 4
قال قتادة : ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله والأمر والله اليوم لله ولكنه يومئذ لا ينازعه أحد
آخر تفسير سورة الانفطار ولله الحمد
قوله تعالى {إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم} تقسيم مثل قوله {فريق في الجنة وفريق في السعير}[
الشورى : 7] وقال {يومئذ يصدعون}[
الروم : 43] الآيتين. {يصلونها} أي يصيبهم لهبها وحرها {يوم الدين} أي يوم الجزاء والحساب، وكرر ذكره تعظيما لشأنه؛ نحو قوله تعالى {القارعة ما القارعة. وما أدراك ما القارعة}[
القارعة : 1] وقال ابن عباس فيما روي عنه : كل شيء من القرآن من قوله {وما أدراك} فقد أدراه. وكل شيء من قوله {وما يدريك} فقد طوي عنه. {يوم لا تملك نفس} قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يوم} بالرفع على البدل من {يوم الدين} أو ردا على اليوم الأول، فيكون صفة ونعتا لـ {يوم الدين}. ويجوز أن يرفع بإضمار هو. الباقون بالنصب على أنه في موضع رفع إلا أنه، نصب، لأنه مضاف غير متمكن؛ كما تقول : أعجبني يوم يقوم زيد. وأنشد المبرد : من أي يومي من الموت أفر ** أيومَ لم يقدر أم يوم قدر فاليومان الثانيان مخفوضان بالإضافة، عن الترجمة عن اليومين الأولين، إلا أنهما نصبا في اللفظ؛ لأنهما أضيفا إلى غير محض. وهذا اختيار الفراء والزجاج. وقال قوم : اليوم الثاني منصوب على المحل، كأنه قال في يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. وقيل : بمعنى : إن هذه الأشياء تكون يوم، أو على معنى يدانون يوم؛ لأن الدين يدل عليه، أو بإضمار اذكر. {والأمر يومئذ لله} لا ينازعه فيه أحد، كما قال {لمن الملك اليوم لله الواحد القهار. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم}[
غافر : 17]. تمت السورة والحمد لله.
وما أدراك ما عظمة يوم الحساب، ثم ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم الحساب لا يقدر أحد على نفع أحد، والأمر في ذلك اليوم لله وحده الذي لا يغلبه غالب، ولا يقهره قاهر، ولا ينازعه أحد.
{ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا } ولو كانت لها قريبة [أو حبيبة] مصافية، فكل مشتغل بنفسه لا يطلب الفكاك لغيرها. { وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ } فهو الذي يفصل بين العباد، ويأخذ للمظلوم حقه من ظالمه [والله أعلم]
( يوم لا تملك ) قرأ أهل الكوفة والبصرة : " يوم " برفع الميم ردا على اليوم الأول وقرأ الآخرون بنصبها أي : في يوم يعني : هذه الأشياء في يوم لا تملك ( نفس لنفس شيئا ) قال مقاتل : يعني لنفس كافرة شيئا من المنفعة ( والأمر يومئذ لله ) أي لم يملك الله في ذلك اليوم أحدا شيئا كما ملكهم في الدنيا .
(يَوْمَ) مفعول به لفعل محذوف و(لا) نافية (تَمْلِكُ نَفْسٌ) مضارع وفاعله و(لِنَفْسٍ) متعلقان بالفعل و(شَيْئاً) مفعول به والجملة في محل جر بالإضافة.
(وَالْأَمْرُ) الواو حرف استئناف و(الْأَمْرُ) مبتدأ و(يَوْمَئِذٍ) ظرف زمان مضاف إلى مثله متعلق بمحذوف خبر المبتدأ و(لِلَّهِ) متعلقان بالخبر المحذوف والجملة الاسمية مستأنفة.
Traslation and Transliteration:
Yawma la tamliku nafsun linafsin shayan waalamru yawmaithin lillahi
A day on which no soul hath power at all for any (other) soul. The (absolute) command on that day is Allah's.
Bir gündür ki hiçbir kimse, hiçbir kimseye yardım edemez o gün ve hüküm, o gün Allah'ın.
Le jour où aucune âme ne pourra rien en faveur d'une autre âme. Et ce jour-là, le commandement sera à Allah.
An dem Tag, wenn keine Seele für eine Seele etwas vermag, und die Angelegenheit an diesem Tag ALLAH unterliegt.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الإنفطار (Al-Infitar - The Cleaving) |
ترتيبها |
82 |
عدد آياتها |
19 |
عدد كلماتها |
81 |
عدد حروفها |
326 |
معنى اسمها |
الفَطْرُ: الشَقُّ وَالصَّدْعُ. وَالمُرَادُ (بِالْانْفِطَارِ): انْشِقَاقُ السَّمَاءِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْانْفِطَارِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الانْفِطَارِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (انْفَطَرَتْ)، وَسُورَةَ (الْمُنْفَطِرَةِ)، وَسُورَةَ: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ﴾ |
مقاصدها |
وَصْفُ أَحْدَاثِ يَومِ الْقِيَامَةِ، وَتَذْكِيرُ الإِنْسَانِ بِالنِّعَمِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
اختُصَّتْ بِوصْفٍ دَقِيْقٍ لِأَحْدَاثِ السَّاعَةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَينٍ فَلْيَقْرَأَ: ﴿إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ﴾ و ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ﴾ و ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ﴾. (حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ).
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ بِسُوَرِ: (الْأَعْلَى، وَالضُّحَى، وَالانْفِطَارِ). (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ النَّسَائِي) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الانْفِطَارِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَن النَّفْسِ الْإِنْسَانِيَّةِ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿عَلِمَتۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ ٥﴾، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡـٔٗاۖ وَٱلۡأَمۡرُ يَوۡمَئِذٖ لِّلَّهِ ١٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الانْفِطَارِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (التَّكْوِيرِ):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عَنْ عَلَامَاتِ يَومِ الْقِيَامَةِ وَمَشَاهِدِهَ |