المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة نوح: [الآية 20]
سورة نوح | ||
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28)
[ لِمَ يقدم العبد نفسه في الدعاء على والديه ؟ ]
لا أحد أعظم من الوالدين وأكبر بعد الرسل حقا منهما على المؤمن ، ومع هذا أمر الداعي أن يقدم في الدعاء نفسه على والديه ، وذلك أولا مراعاة لحقها ، فهي أقرب جار إليه ،
والسر الآخر أنّ الداعي لغيره يحصل في نفسه افتقار غيره إليه ، ويذهل عن افتقاره ، فربما يدخله زهو وعجب بنفسه لذاك ، وهو داء عظيم ،
فأمره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يبدأ لنفسه بالدعاء ، فتحصل له صفة الافتقار في حق نفسه ، فتزيل عنه صفة الافتقار صفة العجب والمنة على الغير ،
وفي إثر ذلك يدعو للغير على افتقار وطهارة ، فلهذا ينبغي للعبد أن يبدأ بنفسه في الدعاء ، ثم يدعو لغيره ، فإنه أقرب إلى الإجابة ، لأنه أخلص في الاضطرار والعبودية ، قال الخليل عليه السلام في دعائه (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ) فقدم نفسه (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) وقال نوح عليه السلام «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ» فبدأ بنفسه «وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» وهو عليه السلام من الكمل ،
ولم يقل كما قالت الملائكة «وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ» فكأنه أبقى شيئا ، فإنه ما طلب المغفرة إلا للمؤمن ، ولم يذكر اتباع سبيل اللّه ، لأن المؤمن قد يكون مخالفا أمر اللّه ونهيه ،
واللّه يقول للمسرفين على أنفسهم (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) «وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً "ذ
دعا قومه نوح ليغفر ربهم *** لهم فأجابوه لما كان قد دع
أجابوا بأحوال فغطوا ثيابهم *** لسر بستر والسميع الذي وعى
ولو أنهم نادوا ليكشف عنهمو *** غطاء العمى ما ارتد شخص ولا سعى
وهذي إشارات لأمة أحمد *** وليست لنوح والحديث هما مع
رعى اللّه شخصا لم يزل ذا مهابة *** كريما إماما حرمة الحق قد رعى
لو أن إله الخلق ينزل وحيه *** على جبل راس به لتصدع
وأثبت منه قلب شخص علمته *** ولما أتاه وحيه ما تزعزع
وإن كان من قوم إذا ليلهم دجا *** تراهم لديه ساجدين وركع
وتبصرهم عند المناجاة حسّرا *** حيارى سكارى خاضعين وخشّع
(72) سورة الجنّ مكيّة
------------
(28) الفتوحات ج 4 / 475 - ج 3 / 166 - الديوان / 165تفسير ابن كثير:
( لتسلكوا منها سبلا فجاجا ) أي : خلقها لكم لتستقروا عليها وتسلكوا فيها أين شئتم ، من نواحيها وأرجائها وأقطارها ، وكل هذا مما ينبههم به نوح عليه السلام على قدرة الله وعظمته في خلق السماوات والأرض ، ونعمه عليهم فيما جعل لهم من المنافع السماوية والأرضية ، فهو الخالق الرزاق ، جعل السماء بناء ، والأرض مهادا ، وأوسع على خلقه من رزقه ، فهو الذي يجب أن يعبد ويوحد ولا يشرك به أحد ; لأنه لا نظير له ولا عديل له ، ولا ند ولا كفء ، ولا صاحبة ولا ولد ، ولا وزير ولا مشير ، بل هو العلي الكبير .
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
{ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } فلولا أنه بسطها، لما أمكن ذلك، بل ولا أمكنهم حرثها وغرسها وزرعها، والبناء، والسكون على ظهرها.
تفسير البغوي
"لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً"، طرقاً واسعة.
الإعراب:
(لِتَسْلُكُوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو فاعل والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بجعل (مِنْها) متعلقان بالفعل (سُبُلًا) مفعول به (فِجاجاً) صفة وتعني فجاجا واسعا.