«وانشقت السماء فهي يومئذ واهية» ضعيفة.
فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51)
العلم الذي هو حق اليقين هو الذي لا يتطرق إليه تهمة ، فحق اليقين هو حق استقراره في القلب ، أي لا يزلزله شيء عن مقره ، وحق استقراره هو حكمه الذي أوجبه على العلم وعلى العين ، فلا يتصرف العلم إلا فيما يجب له التصرف فيه ، ولا تنظر العين إلا فيما يجب لها النظر إليه وفيه ، فذلك هو حق اليقين .
------------
(51) الفتوحات ج 2 /
569
( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) قال سماك عن شيخ من بني أسد ، عن علي قال : تنشق السماء من المجرة . رواه ابن أبي حاتم .
وقال ابن جريج : هي كقوله : ( وفتحت السماء فكانت أبوابا ) [ النبأ : 19 ] .
وقال ابن عباس : منخرقة ، والعرش بحذائها .
قوله تعالى {فيومئذ وقعت الواقعة} أي قامت القيامة. {وانشقت السماء} أي انصدعت وتفطرت. وقيل : تنشق لنزول ما فيها من الملائكة؛ دليله قوله تعالى {ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا} [
الفرقان : 25] وقد تقدم. {فهي يومئذ واهية} أي ضعيفة. يقال : وهي البناء يهي وهيا فهو واه إذا ضعف جدا. ويقال : كلام واه؛ أي ضعيف. فقيل : إنها تصير بعد صلابتها بمنزلة الصوف في الوهي ويكون ذلك لنزول الملائكة كما ذكرنا. وقيل : لهول يوم القيامة. وقيل {واهية} أي متخرقة؛ قال ابن شجرة. مأخوذ من قولهم : وهى السقاء إذا تخرق. ومن أمثالهم : خل سبيل من وهى سقاؤه ** ومن أهريق بالفلاة ماؤه أي من كان ضعيف العقل لا يحفظ نفسه. {والملك} يعني الملائكة؛ اسم للجنس. {على أرجائها} أي على أطرافها حين تنشق؛ لأن السماء مكانهم؛ عن ابن عباس. الماوردي : ولعله قول مجاهد وقتادة. وحكاه الثعلبي عن الضحاك، قال : على أطرافها مما لم ينشق منها. يريد أن السماء مكان الملائكة فإذا انشقت صاروا في أطرافها. وقال سعيد بن جبير : المعنى والملك على حافات الدنيا؛ أي ينزلون إلى الأرض ويحرسون أطرافها. وقيل : إذا صارت السماء قطعا تقف الملائكة على تلك القطع التي ليست متشققة في أنفسها. وقيل : إن الناس إذا رأوا جهنم هالتهم؛ فيندوا كما تند الإبل، فلا يأتون قطرا من أقطار الأرض إلا رأوا ملائكة فيرجعون من حيث جاءوا. وقيل {على أرجائها} ينتظرون ما يؤمرون به في أهل النار من السوق إليها، وفي أهل الجنة من التحية والكرامة. وهذا كله راجع إلى معنى قول ابن جبير. ويدل عليه {ونزل الملائكة تنزيلا} [
الفرقان : 25] وقوله تعالى {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض} [
الرحمن : 33] على ما بيناه هناك. والأرجاء النواحي والأقطار بلغة هذيل، واحدها رجا مقصور، وتثنيته رجوان؛ مثل عصا وعصوان. قال الشاعر : فلا يرمى بي الرجوان أني ** أقل القوم من يغني مكاني ويقال ذلك لحرف البئر والقبر. قوله تعالى {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} قال ابن عباس : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله. وقال ابن زيد : هم ثمانية أملاك. وعن الحسن : الله أعلم كم هم، ثمانية أم ثمانية آلاف. وعن النبي صلى الله عليه وسلم (أن حملة العرش اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين فكانوا ثمانية). ذكره الثعلبي. وخرجه الماوردي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يحمله اليوم أربعة وهم يوم القيامة ثمانية). وقال العباس بن عبدالملك : هم ثمانية أملاك على صورة الأوعال. ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث (إن لكل ملك منهم أربعة أوجه وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر وكل وجه منها يسأل الله الرزق لذلك الجنس). ولما أنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قول أمية بن أبي الصلت : رجل وثور تحت رجل يمينه ** والنسر للأخرى وليث مرصد والشمس تطلع كل آخر ليلة ** حمراء يصبح لونها يتورد ليست بطالعة لهم في رسلها ** إلا معذبة وإلا تجلد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (صدق). وفي الخبر (أن فوق السماء السابعة ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهورهن العرش). ذكره القشيري""وخرجه الترمذي من حديث العباس بن عبدالمطلب.""وقد مضى في سورة البقرة بكماله. وذكر نحوه الثعلبي ولفظه. وفي حديث مرفوع (أن حملة العرش ثمانية أملاك على صورة الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاما للطائر المسرع). وفي تفسير الكلبي : ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة. وعنه : ثمانية أجزاء من عشرة أجزاء من الملائكة. ثم ذكر عدة الملائكة بما يطول ذكره. حكى الأول عنه الثعلبي والثاني القشيري. وقال الماوردي عن ابن عباس : ثمانية أجزاء من تسعة وهم الكروبيون. والمعنى ينزل بالعرش. ثم إضافة العرش إلى الله تعالى كإضافة البيت، وليس البيت للسكنى، فكذلك العرش. ومعنى {فوقهم} أي فوق رءوسهم. قال السدي : العرش تحمله الملائكة الحملة فوقهم ولا يحمل حملة العرش إلا الله. وقيل{فوقهم} أي إن حملة العرش فوق الملائكة الذين في السماء على أرجائها. وقيل {فوقهم} أي فوق أهل القيامة.
فإذا نفخ المَلَك في "القرن" نفخة واحدة، وهي النفخة الأولى التي يكون عندها هلاك العالم، ورُفعت الأرض والجبال عن أماكنها فكُسِّرتا، ودُقَّتا دقة واحدة. ففي ذلك الحين قامت القيامة، وانصدعت السماء، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية، لا تماسُك فيها ولا صلابة، والملائكة على جوانبها وأطرافها، ويحمل عرش ربك فوقهم يوم القيامة ثمانية من الملائكة العظام. في ذلك اليوم تُعرضون على الله- أيها الناس- للحساب والجزاء، لا يخفى عليه شيء من أسراركم.
وأما ما يصنع بالسماء، فإنها تضطرب وتمور وتتشقق ويتغير لونها، وتهي بعد تلك الصلابة والقوة العظيمة، وما ذاك إلا لأمر عظيم أزعجها، وكرب جسيم هائل أوهاها وأضعفها.
( وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) ضعيفة . قال الفراء : وهيها : تشققها .
(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (فَهِيَ) الفاء حرف عطف (هي) مبتدأ (يَوْمَئِذٍ) ظرف زمان مضاف إلى مثله (واهِيَةٌ) خبر.
Traslation and Transliteration:
Wainshaqqati alssamao fahiya yawmaithin wahiyatun
And the heaven will split asunder, for that day it will be frail.
Ve gök yarılır, o gün bitkin bir hale gelir.
et le ciel se fendra et sera fragile, ce jour-là.
und der Himmel spaltete sich, denn er ist an diesem Tag gebrechlich,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الحاقة (Al-Haqqah - The Reality) |
ترتيبها |
69 |
عدد آياتها |
52 |
عدد كلماتها |
261 |
عدد حروفها |
1107 |
معنى اسمها |
(الْحَاقَّةُ): مِنْ أَسْمَاءِ يَومِ الْقِيَامَةِ؛ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ؛ لأَنَّ حَقَائِقَ الأُمُورِ، وَمُخَبَّآتِ الصُّدُورِ تَظْهَرُ فِيهَا، فَعَظَّمَ اللهُ شَأْنَهَا وَفَخَّمَهُ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ مُفْرَدَةِ (الْحَاقَةِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْحَاقَّةِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (السِّلْسِلَةِ) |
مقاصدها |
إِثْبَاتُ حَقِيقَةِ الْيَومِ الآخِرِ، وَتَصْوِيرُ حَالِ النَّاسِ يَومَ الْحِسَابِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الحَاقَّةِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ فَضْحِ الْمُكَذِّبِينَ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ ٤﴾، وَقَالَ فِي أَوَاخِرِهَا: ﴿وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ ٤٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الْحَاقَّةِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْقَلَمِ): لَمَّا جَرَى ذِكْرُ كِتَابَةِ الْقَلَمِ مِنْ مَقَادِيرِ حَقِيقَةِ الْيَومِ الآخِرِ، نَاسَبَ ذِكْرَ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ يَومِ القِيّامِةِ، وَهُوَ: (الْحَاقَّةُ) |