المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة القلم: [الآية 35]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة القلم | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ40) ) أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41) يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42)
«يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ»
[ «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ . . .» الآية ]
أي عن أمر فظيع ، وهو الأمر الذي يقوم عليه بيان أمر الآخرة ، تقول العرب :كشفت الحرب عن ساقها ؛ وهو إذا حمي وطيسها واشتد الحرب وعظم الخطب ، وكشف الساق كما يؤذن بالشدة كذلك يؤذن بسرعة انقضاء المدة ، فمع كل زعزع رخاء ، وعند انتهاء الشدائد يكون الرخاء ، يقال : كشفت الحرب عن ساقها ، وعقدت عليها إزرة أطواقها ، فاشتد اللزام ، وكانت نزالا لما عظم القيام ،
وجاء ربك في ظلل من الغمام ، والملائكة للفصل والقضاء والنقض والإبرام ، وعظم الخطب واشتد الكرب ، وماج الجمع بحكم الصدع ، ففي الموقف ترفع الحجب بين اللّه وبين عباده ، وهو كشف الساق ، ويأمرهم داعي الحق عن أمر اللّه بالسجود ، فلا يبقى أحد سجد للّه خالصا على أي دين كان إلا سجد السجود المعهود ،
ومن سجد اتقاء ورياء جعل اللّه ظهره طبقة نحاس ، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، فهذا قوله : «فَلا يَسْتَطِيعُونَ» فقوله تعالى :
" يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ» هو دعاء تمييز لا دعاء تكليف ، فإن الآخرة ليست بمحل تكليف إلا في يوم القيامة في موطن التمييز ، حين يدعون إلى السجود ، إلا الحديث الذي أخرجه الحميدي في كتاب الموازنة ولم يثبت ، ولما اقترن به الأمر أشبه التكليف ، فجوزوا بالسجود جزاء المكلفين ، فالتشريع لا يكون في الآخرة إلا في موطن واحد حين يدعون إلى السجود ، ليرجح بتلك السجدة ميزان أصحاب الأعراف ، فيقال بهذه السجدة يوم القيامة يرجح ميزان أهل الأعراف لأنها سجدة تكليف ، فيسعدون فينصرفون إلى الجنة بعد ما كان منزلهم في سور الأعراف ، ليس لهم ما يدخلهم النار ولا ما يدخلهم الجنة ، وإن شئت قلت سجود تمييز لا سجود ابتلاء ، فيتميز في دعاء الآخرة إلى السجود من سجد للّه ممّن سجد اتقاء ورياء ، وفي الدنيا لم يتميز لاختلاط الصور .
[سورة القلم (68) : الآيات 43 إلى 45]
خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43) فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
اعلم أن المكر الإلهي إنما أخفاه اللّه عن الممكور به خاصة لا عن غير الممكور به ، ولهذا قال : «مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ» فأعاد الضمير على المضمر في سنستدرجهم .
------------
(42) كتاب الاعلاق - الفتوحات ج 1 / 509 - ج 4 / 367 - ج 3 / 439 - ج 1 / 314 ، 733 - ج 2 / 211 - ج 1 / 751تفسير ابن كثير:
ثم قال : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) ؟ أي : أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ; ولهذا قال
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
وأن حكمته تعالى لا تقتضي أن يجعل المسلمين القانتين لربهم، المنقادين لأوامره، المتبعين لمراضيه كالمجرمين الذين أوضعوا في معاصيه، والكفر بآياته، ومعاندة رسله، ومحاربة أوليائه،
تفسير البغوي
فقال المشركون : إنا نعطى في الآخرة أفضل مما تعطون فقال الله تكذيبا لهم : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين)
الإعراب:
(أَفَنَجْعَلُ) الهمزة للاستفهام والفاء حرف عطف ومضارع فاعله مستتر (الْمُسْلِمِينَ) مفعول به أول (كَالْمُجْرِمِينَ) جار ومجرور في موضع المفعول الثاني والجملة معطوفة على ما قبلها.