«ولقد زيَّنا السماء الدنيا» القربى إلى الأرض «بمصابيح» بنجوم «وجعلناها رجوما» مراجم «للشياطين» إذا استرقوا السمع بأن ينفصل شهاب عن الكوكب كالقبس يؤخذ من النار فيقتل الجني أو يخبله لا أن الكوكب يزول عن مكانه «وأعتدنا لهم عذاب السعير» النار الموقدة.
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
"أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ " وهو الذي سقط على وجهه في النار من الصراط وهو من الموحدين «أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
------------
(22) الفتوحات ج 3 /
319
ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت .
وقوله : ( وجعلناها رجوما للشياطين ) عاد الضمير في قوله : ( وجعلناها ) على جنس المصابيح لا على عينها ; لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء ، بل بشهب من دونها ، وقد تكون مستمدة منها ، والله أعلم .
وقوله : ( وأعتدنا لهم عذاب السعير ) أي : جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا ، وأعتدنا لهم عذاب السعير في الأخرى ، كما قال : في أول الصافات : ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) [ الصافات : 6 - 10 ] .
قال قتادة : إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال : خلقها الله زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به . رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم .
قوله تعالى {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} جمع مصباح وهو السراج. وتسمى الكواكب مصابيح لإضاءتها. {وجعلناها رجوما للشياطين} أي جعلنا شهبها؛ فحذف المضاف. دليلة {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} [
الصافات : 10]. وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها. وقيل : إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب، ولا يسقط الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شيء يرجم به من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته. قال أبو علي جوابا لمن قال : كيف تكون زينة وهي رجوم لا تبقى. قال المهدوي : وهذا على أن يكون الاستراق من موضع الكواكب. والتقدير الأول على أن يكون الاستراق من الهوى الذي هو دون موضع الكواكب. القشيري : وأمثل من قول أبي علي أن نقول : هي زينة قبل أن يرجم بها الشياطين. والرجوم جمع رجم؛ وهو مصدر سمي به ما يرجم به. قال قتادة : خلق الله تعالى النجوم لثلاث : زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات. فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به، وتعدى وظلم. وقال محمد بن كعب : والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلا ويتخذون النجوم علة. {وأعتدنا لهم عذاب السعير} أي أعتدنا للشياطين أشد الحريق؛ يقال : سعرت النار فهي مسعورة وسعير؛ مثل مقتولة وقتيل. {وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير}.
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة، وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين، وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
أي: ولقد جملنا { السَّمَاءَ الدُّنْيَا } التي ترونها وتليكم، { بِمَصَابِيحَ } وهي: النجوم، على اختلافها في النور والضياء، فإنه لولا ما فيها من النجوم، لكانت سقفًا مظلمًا، لا حسن فيه ولا جمال.
ولكن جعل الله هذه النجوم زينة للسماء، [وجمالا]، ونورًا وهداية يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، ولا ينافي إخباره أنه زين السماء الدنيا بمصابيح، أن يكون كثير من النجوم فوق السماوات السبع، فإن السماوات شفافة، وبذلك تحصل الزينة للسماء الدنيا، وإن لم تكن الكواكب فيها، { وَجَعَلْنَاهَا } أي: المصابيح { رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ } الذين يريدون استراق خبر السماء، فجعل الله هذه النجوم، حراسة للسماء عن تلقف الشياطين أخبار الأرض، فهذه الشهب التي ترمى من النجوم، أعدها الله في الدنيا للشياطين، { وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ } في الآخرة { عَذَابِ السَّعِيرِ } لأنهم تمردوا على الله، وأضلوا عباده، ولهذا كان أتباعهم من الكفار مثلهم، قد أعد الله لهم عذاب السعير
( ولقد زينا السماء الدنيا ) أراد الأدنى من الأرض وهي التي يراها الناس . ( بمصابيح ) [ أي : الكواكب واحدها : مصباح وهو السراج سمي الكوكب مصباحا ] لإضاءته ( وجعلناها رجوما ) مرامي ( للشياطين ) إذا استرقوا السمع ( وأعتدنا لهم ) في الآخرة ( عذاب السعير ) النار الموقدة
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ) الواو واو القسم واللام واقعة في جواب القسم المحذوف (قد) حرف تحقيق وماض وفاعله ومفعوله (الدُّنْيا) صفة (بِمَصابِيحَ) متعلقان بزيّنا والجملة جواب القسم لا محل لها (وَجَعَلْناها) ماض وفاعله ومفعوله الأول (رُجُوماً) مفعوله الثاني (لِلشَّياطِينِ) متعلقان برجوما والجملة معطوفة على ما قبلها.
(وَأَعْتَدْنا) ماض وفاعله والجملة معطوفة على جملة زيّنا لا محل لها (لَهُمْ) متعلقان بالفعل (عَذابَ) مفعول به مضاف إلى (السَّعِيرِ) مضاف إليه.
Traslation and Transliteration:
Walaqad zayyanna alssamaa alddunya bimasabeeha wajaAAalnaha rujooman lilshshayateeni waaAAtadna lahum AAathaba alssaAAeeri
And verily We have beautified the world's heaven with lamps, and We have made them missiles for the devils, and for them We have prepared the doom of flame.
Ve andolsun ki biz, en yakın olan dünya göğünü ışıklarla bezedik ve onları, Şeytanlara atılacak şeyler olarak halkettik ve Şeytanlara, yakıp kavuran bir azaptır, hazırladık.
Nous avons effectivement embelli le ciel le plus proche avec des lampes [des étoiles] dont Nous avons fait des projectiles pour lapider les diables et Nous leur avons préparé le châtiment de la Fournaise.
Und gewiß, bereits schmückten WIR den untersten Himmel mit Leuchten und machten sie zu Steinigungen für die Satane. Und WIR bereiteten ihnen die Peinigung der Gluthitze.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الملك (Al-Mulk - The Sovereignty) |
ترتيبها |
67 |
عدد آياتها |
30 |
عدد كلماتها |
337 |
عدد حروفها |
1316 |
معنى اسمها |
المُلْكُ: مَا يُمْلَكُ وَيُتَصَرَّفُ فِيهِ، وَالمُرَادُ (بِالمُلْكِ): مُلْكُ اللهِ تَعَالَى لِكُلِّ شَيءٍ |
سبب تسميتها |
لأنَّ السُّورَةَ كُلَّهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ دَلائِلِ مُلْكِ اللهِ تَعَالَى؛ فَسُمِّيَتْ بِهِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمُلْكِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَارَكَ)، وَوُصِفَتْ بِـ(الْمُنْجِيَةِ) وَ(الْمُجَادِلَةِ) |
مقاصدها |
بَيَانُ مُلْكِ اللهِ تَعَالَى الْفَرِيدِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ فِي خَلْقِهِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
مُنْجِيَةٌ مِن عَذَابِ القَبْرِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ سُورَةً فِي القُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَه: ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ ...١﴾». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ ابنُ مَاجَة).
تُستَحَبُّ قِراءَتُهَا كُلَّ لَيلَةٍ قَبلَ النَّومِ، فعَنْ جَابِـرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ «كَانَ لاَ يَنَامُ حَتَى يَقرَأَ: ﴿الٓمٓ ١ تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ السَّجْدَةَ وَ ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ ...١﴾». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَحْمَد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (المُلْكِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى، فَافتُتِحَتْ بِأَوَّلِ أَدِلَّةِ الْقُدْرَةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ ...٢﴾، وَخُتِمَتْ بِأَهَمِّ مُقَوِّمَاتِ الْحَيَاةِ فَقَالَ: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُمۡ إِنۡ أَصۡبَحَ مَآؤُكُمۡ غَوۡرٗا فَمَن يَأۡتِيكُم بِمَآءٖ مَّعِينِۭ ٣٠﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (المُلْكِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (التَّحْرِيمِ): خُتِمَتِ (التَّحْرِيمُ) بِذِكْرِ صِنْفَينِ مِمَّنْ آمَنَ وَكَفَرَ، وَافْتُتِحَتِ (الْمُلْكُ) بِاخْتِبَارِهِمَا؛ فَقَالَ: ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ ...٢﴾. |