«إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا» عاونوا «على إخراجكم أن تولوهم» بدل اشتمال من الذين، أي تتخذونهم أولياء «ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون».
وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)
البهتان هو أن ينسب إلى الشخص ما لم يكن منه ، ولقد مات رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وما مست يده يد امرأة لا يحل له لمسها ، وهو رسول اللّه ، وما كانت تبايعه النساء إلا بالقول ، وقوله للواحدة قوله للجميع .
------------
(12) الفتوحات ج 4 /
68 ، 496
وقوله : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ) أي : إنما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوكم العداوة ، فقاتلوكم وأخرجوكم ، وعاونوا على إخراجكم ، ينهاكم الله عن موالاتهم ويأمركم بمعاداتهم . ثم أكد الوعيد على موالاتهم فقال : ( ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) كقوله ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [ المائدة : 51 ] .
قوله تعالى {إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين} أي جاهدوكم على الدين {وأخرجوكم من دياركم} وهم عتاة أهل مكة. {وظاهروا على إخراجكم} أي عاونوا على إخراجكم وهم مشركو أهل مكة {أن تولوهم} {أن} في موضع جر على البدل على ما تقدم في {أن تبروهم}. {ومن يتولهم} أي يتخذهم أولياء وأنصارا وأحبابا {فأولئك هم الظالمون}.
إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم بسبب الدين وأخرجوكم من دياركم، وعاونوا الكفار على إخراجكم أن تولوهم بالنصرة والمودة، ومن يتخذهم أنصارًا على المؤمنين وأحبابًا، فأولئك هم الظالمون لأنفسهم، الخارجون عن حدود الله.
{ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ } أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به، { وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا } أي: عاونوا غيرهم { عَلَى إِخْرَاجِكُمْ } نهاكم الله { أَنْ تَوَلَّوْهُمْ } بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بركم وإحسانكم، الذي ليس بتول للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.
{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليا تاما، صار ذلك كفرا مخرجا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دون ذلك.
ثم ذكر الذين نهاهم عن صلتهم فقال : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم ) . وهم مشركو مكة ( أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) .
(إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ) إنما كافة ومكفوفة ومضارع ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والجملة لا محل لها.
(عَنِ الَّذِينَ) متعلقان بالفعل (قاتَلُوكُمْ) ماض وفاعله ومفعوله (فِي الدِّينِ) متعلقان بالفعل والجملة صلة.
(أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ) معطوف على ما قبله (ظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ) معطوف على ما قبله أيضا (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ) مضارع منصوب بأن والواو فاعله والهاء مفعوله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بدل اشتمال من الذين.
(وَمَنْ) الواو حرف استئناف واسم شرط مبتدأ (يَتَوَلَّهُمْ) مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط والهاء مفعوله (فَأُولئِكَ) الفاء رابطة واسم الإشارة مبتدأ (هُمُ) ضمير فصل (الظَّالِمُونَ) خبر والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من، وجملة من..
استئنافية لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
Innama yanhakumu Allahu AAani allatheena qatalookum fee alddeeni waakhrajookum min diyarikum wathaharoo AAala ikhrajikum an tawallawhum waman yatawallahum faolaika humu alththalimoona
Allah forbiddeth you only those who warred against you on account of religion and have driven you out from your homes and helped to drive you out, that ye make friends of them. Whosoever maketh friends of them - (All) such are wrong-doers.
Allah, ancak din uğrunda sizinle savaşanlara ve sizi ülkenizden çıkaranlara ve çıkmanız için onlara yardımda bulunanlara dost olmanızı nehy etmektedir ve kimler, onları severse onlardır gerçekten de zalimlerin ta kendileri.
Allah vous défend seulement de prendre pour alliés ceux qui vous ont combattus pour la religion, chassés de vos demeures et ont aidé à votre expulsion. Et ceux qui les prennent pour alliés sont les injustes.
ALLAH verbietet euch nur diejenigen, die euch des Din wegen bekämpften, euch aus euren Wohnstätten vertrieben und bei eurer Vertreibung Beistand leisteten, daß ihr sie alsWali nehmt. Und wer sie alsWali nimmt, so sind diese die eigentlichen Unrecht-Begehenden.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الممتحنة (Al-Mumtahana - She that is to be examined) |
ترتيبها |
60 |
عدد آياتها |
13 |
عدد كلماتها |
352 |
عدد حروفها |
1519 |
معنى اسمها |
الامْتِحَانُ: الاخْتِبَارُ وَالابْتِلاءُ، وَالمُرَادُ (بِالْمُمْتَحَنَةِ): امْتِحَانُ بَعضِ الصَّحَابَةِ فِي إِيمَانِهِم |
سبب تسميتها |
سُمِّيَتْ (بِالْمُمْتَحَنَةِ) بِالْفَتْحِ نِسْبَةً إِلَى قِصَّةِ أَوَّلِ امْرَأَةٍ امْتُحِنَتْ فِي إِيمَانِهَا، وَ(المُمْتَحِنَةُ) بِالْكَسْرِ نِسْبَةً إِلَى آيَةِ امْتَحَانِ إِيمَانِ النِّسَاءِ المُهَاجِرَاتِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمُمْتَحَنَةِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ (الامْتِحَانِ)، وَسُورَةَ (المَوَدَّةِ) |
مقاصدها |
تَثْبِيتُ عَقِيدَةِ الْوَلاءِ للهِ وَرَسُولِهِ، وَالبَرَاءِ مِنَ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ وَعَدَمِ مُوَالاةِ غَيرِ الْمُسْلِمِينَ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، وَقَدْ نَزَلَ قَولُهُ: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ ...١﴾ فِي الصَّحَابِيِّ حَاطِبِ بنِ أَبِي بَلْتَعَةَ رضي الله عنه. (رَوَاهُ البُخارِيّ وَمُسْلِم) |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَة سِوَى أَنَّهَا مِنْ طِوَالِ المُفَصَّل |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الْمُمْتَحَنَةِ) بِآخِرِهَا: النَّهْيُ عَنِ الوَلاءِ لِغَيرِ اللهِ، فَقَالَ فِي فَاتِحَتِهَا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ ...١﴾، وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ ...١٣﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (المُمْتحَنةِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْحَشْرِ): فَضَحَتِ (الْحَشْرُ) أَخْلاقَ أَعْدَاءِ اللهِ، ثُمَّ تَبِعَتْهَا (المُمْتَحَنَةُ) بِالتَّحْذِيرِ مِن أَخْلاقِهِم. |