«له ملك السماوات والأرض يحيي» بالإنشاء «ويميت» بعده «وهو على كل شيء قدير».
لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)
لا يعظم الفضل الإلهي إلا في المسرفين والمجرمين ، وأما في المحسنين فما على المحسنين من سبيل ، فإن الفضل الإلهي جاءهم ابتداء وكانوا به محسنين ، وما بقي الفضل الإلهي إلا في غير المحسنين .
(58) سورة المجادلة مدنيّة
[سورة المجادلة (58) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)
«قَدْ سَمِعَ اللَّهُ» قال اللّه تعالى ذلك ولم يقل : سمعت ؛ لأن الآية قد تكون تعريفا من جبريل الروح الأمين بأمر اللّه أن يقول لعبده عليه السلام مثل هذا ، أي قل يا جبريل «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ» كما قيل لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ) وهو بشر ، ويحتمل أن يكون الكلام من مرتبة خاصة ، فيقول الحق من كونه متكلما : يا محمد «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ» فيريد باللّه هنا الاسم السميع أو العليم.
[سورة المجادلة (58) : آية 2]
الَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسائِهِمْ ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)
[إشارة : لا عين للشريك إذ لا شريك في العالم ]
-إشارة - «وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً» المنكر الشريك الذي أثبته المشركون بجعلهم فلم يقبله التوحيد الإلهي ، وأنكره فصار منكرا من القول وزورا ، فلم يكن ثمّ شريك له عين أصلا ، بل هو لفظ ظهر تحته العدم المحض ، فلا عين للشريك إذ لا شريك في العالم عينا وإن وجد قولا ولفظا .
------------
(29) الفتوحات ج 4 /
5
أي هو المالك المتصرف في خلقه فيحيي ويميت ويعطي من يشاء ما يشاء "وهو على كل شيء قدير" أي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
قوله تعالى {سبح لله ما في السماوات والأرض} أي مجد الله ونزهه عن السوء. وقال ابن عباس : صلى لله {ما في السموات} ممن خلق من الملائكة {والأرض} من شيء فيه روح أولا روح فيه. وقيل : هو تسبيح الدلالة. وأنكر الزجاج هذا وقال : لو كان هذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة، فلم قال {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}[
الإسراء : 44] وإنما هو تسبيح مقال. واستدل بقوله تعالى {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن} [
الأنبياء : 79] فلو كان هذا تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود ؟! قلت : وما ذكره هو الصحيح، وقد مضى بيانه والقول فيه في الإسراء عند قوله تعالى {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} [
الإسراء : 44] {وهو العزيز الحكيم}. قوله تعالى {له ملك السماوات والأرض} أي أنفرد بذلك. والملك عبارة عن الملك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر. وقيل : أراد خزائن المطر والنبات وسائر الرزق. {يحي ويميت} يميت الأحياء في الدنيا ويحي الأموات للبعث. وقيل : يحيي النطف وهي موات وحيث الأحياء. وموضع {يحيي ويميت} رفع على معنى وهو يحي ويميت. ويجوز أن يكون نصبا بمعنى {له ملك السموات والأرض} محييا ومميتا على الحال من المجرور في {له} والجار عاملا فيها. {وهو على كل شيء قدير} أي هو الله لا يعجزه شيء. قوله تعالى {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} اختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسنى. وقد شرحها رسول الله صلى الله عليه وسلم شرحا يغني عن قول كل قائل، فقال في""صحيح مسلم من حديث أبي هريرة"" (اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر) عنى بالظاهر الغالب، وبالباطن العالم، والله أعلم. {وهو بكل شيء عليم} بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء.
له ملك السموات والأرض وما فيهما، فهو المالك المتصرف في خلقه، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، لا يتعذَّر عليه شيء أراده، فما شاءه كان، وما لم يشأ لم يكن.
ثم أخبر عن عموم ملكه، فقال: { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي: هو الخالق لذلك، الرازق المدبر لها بقدرته { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
"له ملك السموات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير".
(لَهُ) خبر مقدم (مُلْكُ) مبتدأ مؤخر مضاف (السَّماواتِ) مضاف إليه (وَالْأَرْضِ) معطوف على السموات والجملة استئنافية لا محل لها.
(يُحْيِي) مضارع فاعله مستتر والجملة حال (وَيُمِيتُ) معطوف على يحيي (وَهُوَ) الواو حالية هو مبتدأ (عَلى كُلِّ) متعلقان بقدير (شَيْءٍ) مضاف إليه (قَدِيرٌ) خبر المبتدأ والجملة حالية.
Traslation and Transliteration:
Lahu mulku alssamawati waalardi yuhyee wayumeetu wahuwa AAala kulli shayin qadeerun
His is the Sovereignty of the heavens and the earth; He quickeneth and He giveth death; and He is Able to do all things.
Onundur saltanatı ve tedbiri göklerin ve yeryüzünün, yaşatır ve öldürür ve onun, her şeye gücü yeter.
A Lui appartient la souveraineté des cieux et de la terre. Il fait vivre et il fait mourir, et Il est Omnipotent.
Ihm gehört die Herrschaft der Himmel und der Erde. ER belebt und läßt sterben. Und ER ist über alles allmächtig.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الحديد (Al-Hadid - The Iron) |
ترتيبها |
57 |
عدد آياتها |
29 |
عدد كلماتها |
575 |
عدد حروفها |
2475 |
معنى اسمها |
(الْحَدِيدُ): الْمَعْدِنُ الْمَعْرُوفُ الْمُسْتَخْدَمُ فِي البِنَاءِ وَغَيرِهِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ فَوَائِدِ الْحَدِيدِ، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الْحَدِيدِ) |
مقاصدها |
الْحَثُّ عَلَى الإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ شُكْرًا لِنِعَمِ اللهِ تَعَالَى فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَدَنيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
سُورَةُ (الْحَدِيدِ) مِنَ المُسَبِّحَاتِ، أَتَى رجُلٌ رَسُوْلَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَقرِئْنِي يَا رَسُوْلَ اللهِ، فَقَالَ: «اقْرَأْ ثَلاثًا مِنَ المُسَبِّحَاتِ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الْحَدِيدِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ تَنْزِيهِ اللهِ تَعَالَى وَفَضْلِهِ فَافتُتِحَتْ بِتَسْبِيحِ اللهِ فَقَالَ: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١﴾، وَخُتِمَتْ بِوَصْفِ فَضْلِ اللهِ فَقَالَ: ﴿وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٢٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الْحَدِيدِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْوَاقِعَةَ):خُتِمَتِ (الْوَاقِعَةُ) بِالتَّسْبِيحِ فَقَالَ: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ ٩٦﴾، وَافْتُتِحَتِ (الْحَديدُ) بالتَّسْبِيحِ فَقَالَ: ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١﴾. |