«نحن قدَّرنا» بالتشديد والتخفيف «بينكم الموت وما نحن بمسبوقين» بعاجزين.
وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (90)
يريد يمين المبايعة التي بيدها الميثاق ، ما يريد يمين الجارحة .
------------
(90) الفتوحات ج 1 /
749
ثم قال : ( نحن قدرنا بينكم الموت ) أي : صرفناه بينكم .
وقال الضحاك : ساوى فيه بين أهل السماء والأرض .
( وما نحن بمسبوقين ) أي : وما نحن بعاجزين .
قوله تعالى {نحن خلقناكم فلولا تصدقون} أي فهلا تصدقون بالبعث؟ لأن الإعادة كالابتداء. وقيل : المعنى نحن خلقنا رزقكم فهلا تصدقون أن هذا طعامكم إن لم تؤمنوا؟ {أفرأيتم ما تمنون} أي ما تصبونه من المني في أرحام النساء. {أأنتم تخلقونه} أي تصورون منه الإنسان {أم نحن الخالقون} المقدرون المصورون. وهذا احتجاج عليهم وبيان للآية الأولى، أي إذا أقررتم بأنا خالقوه لا غيرنا فاعترفوا بالبعث. وقرأ أبو السمال ومحمد بن السميقع وأشهب العقيلي {تمنون} بفتح التاء وهما لغتان أمنى ومنى، وأمذى ومذى يمني ويمني ويمذي ويمذي. الماوردي : ويحتمل أن يختلف معناها عندي، فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع، ومنى إذا أنزل عن الاحتلام. وفي تسمية المني منيا وجهان : أحدهما لإمنائه وهو إراقته. الثاني لتقديره، ومنه المنا الذي يوزن به لأنه مقدار لذلك، وكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة. قوله تعالى {نحن قدرنا بينكم الموت} احتجاج أيضا، أي الذي يقدر على الإماتة يقدر على الخلق، وإذا قدر على الخلق قدر على البعث. وقرأ مجاهد وحميد وابن محيصن وابن كثير {قدرنا} بتخفيف الدال. الباقون بالتشديد، قال الضحاك : أي سوينا بين أهل السماء وأهل الأرض. وقيل : قضينا. وقيل : كتبنا، والمعنى متقارب، فلا أحد يبقى غيره عز وجل. {وما نحن بمسبوقين} أي إن أردنا أن نبدل أمثالكم لم يسبقنا أحد، أي لم يغلبنا. {بمسبوقين} معناه بمغلوبين. {على أن نبدل أمثالكم} وقال الطبري : المعنى نحن قدرنا بينكم الموت {على أن نبدل أمثالكم} بعد موتكم بآخرين من جنسكم، وما نحن بمسبوقين في آجالكم، أي لا يتقدم متأخر ولا يتأخر متقدم. {وننشئكم في ما لا تعلمون} من الصور والهيئات. قال الحسن : أي نجعلكم قردة وخنازير كما فعلنا بأقوام قبلكم. وقيل : المعنى ننشئكم في البعث على غير صوركم في الدنيا، فيجمل المؤمن ببياض وجهه، ومقبح الكافر بسواد وجهه. سعيد بن جبير : قوله تعالى {فيما لا تعلمون} يعني في حواصل طير سود تكون ببرهوت كأنها الخطاطيف، وبرهوت واد في اليمن. وقال مجاهد {فيما لا تعلمون} في أي خلق شئنا. وقيل : المعنى ننشئكم في عالم لا تعلمون، وفي مكان لا تعلمون. قوله تعالى {ولقد علمتم النشأة الأولى} أي إذ خلقتم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ولم تكونوا شيئا، عن مجاهد وغيره. قتادة والضحاك : يعني خلق آدم عليه السلام. {فلولا تتذكرون} أي فهلا تذكرون. وفي الخبر : عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة وهو لا يسعى لدار القرار. وقراءة العامة {النشأة} بالقصر. وقرأ مجاهد والحسن وابن كثير وأبو عمرو {النشاءة} بالمد، وقد مضى في "العنكبوت" بيانه.
نحن قَدَّرنا بينكم الموت، وما نحن بعاجزين عن أن نغيِّر خلقكم يوم القيامة، وننشئكم فيما لا تعلمونه من الصفات والأحوال.
نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ
نحن قدرنا ) قرأ ابن كثير بتخفيف الدال والباقون بتشديدها وهما لغتان ( بينكم الموت ) قال مقاتل : فمنكم من يبلغ الهرم ومنكم من يموت صبيا وشابا . وقال الضحاك : تقديره : إنه جعل أهل السماء وأهل الأرض فيه سواء ، فعلى هذا يكون معنى " قدرنا " : قضينا . "وما نحن بمسبوقين"، بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإيدالكم بأمثالكم.
(نَحْنُ) مبتدأ (قَدَّرْنا) ماض وفاعله والجملة خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها (بَيْنَكُمُ) ظرف مكان (الْمَوْتَ) مفعول به (وَما) الواو حالية وما نافية عاملة عمل ليس (نَحْنُ) اسمها (بِمَسْبُوقِينَ) مجرور لفظا بالباء الزائدة منصوب محلا خبر ما والجملة حال.
Traslation and Transliteration:
Nahnu qaddarna baynakumu almawta wama nahnu bimasbooqeena
We mete out death among you, and We are not to be outrun,
Biz takdir ettik aranızda ölümü ve kimse geçemez önümüze bizim.
Nous avons prédéterminé la mort parmi vous. Nous ne serons point empêchés
WIR bestimmten unter euch den Tod, und Uns wird nicht zuvorgekommen,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الواقعة (Al-Waqi'a - The Inevitable) |
ترتيبها |
56 |
عدد آياتها |
96 |
عدد كلماتها |
379 |
عدد حروفها |
1692 |
معنى اسمها |
وَقَعَ الأَمْرُ: تَمَّ وَحَدَثَ، وَ(الوَاقِعَةُ) مِن أَسْمَاءِ يَومِ الْقِيَامَةِ؛ إِذْ وُقُوعَهَا حَادِثٌ مَتَى شَاءَ اللهُ تَعَالَى |
سبب تسميتها |
دَلالَةُ مَعْنَى: (الْوَاقِعَةِ) عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ للسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الْوَاقِعَةِ) |
مقاصدها |
إِثْباَتُ وُقُوعِ يَومِ الْقِيَامَةِ، وَانْقِسَامِ النَّاسِ فِيهِ إِلِى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ، وَبَيَانِ مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِكُلِّ صِنْفٍ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُنقَل سَبَبٌ لِنـُزُوْلِهَا جُملَةً وَاحِدَةً، ولكِنْ صَحَّ لِبَعضِ آياتِهَا سَبَبُ نُزُولٍ |
فضلها |
فِيهَا مَوْعِظَةٌ شَدِيْدَةٌ عَنِ العَذَابِ وَأَهْوَالِ يَوِمِ القِيَامَةِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: «شَيَّبَتْنِي (هُودٌ) و(الْوَاقِعَةُ) وَ(الْمُرْسَلَاتُ) وَ(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) وَ(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)».(حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، رواه التِّرمِذِيّ).
مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّوِيْلِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وَإِذَا وَقَعَتْ، وَ نّ) في رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (الواقعة) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ أَصْنَافِ النَّاسِ يَومِ الْقِيَامَةِ، بَيَّنَهُمْ فِي أَوَّلِهَا فَقَالَ: ﴿وَكُنتُمۡ أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ ٧﴾... الآيَاتِ، وَذَكَرَهُم فِي أَوَاخِرِهَا فَقَالَ: ﴿فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡمُقَرَّبِينَ ٨٨﴾... الآيَاتِ.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (الوَاقِعَةِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الرَّحْمَنِ): لَمَّا خَتَمَ (الرَّحْمَنَ) بِذِكْرِ نَعِيمِ المُتَّقِينَ؛ فَصَّلَ نَعِيمَهُمْ فِي أَوَائِلِ (الوَاقِعَةِ) فقَالَ: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلسَّٰبِقُونَ ١٠﴾... الآياتِ. |