المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة القمر: [الآية 45]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة القمر | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
«فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ» في حضرة منيعة ، وما أقعدهم ذلك المقعد إلا صدقهم «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ»
[ الاسم الإلهي القادر والمقتدر : ]
فإن الاقتدار يناسب الصدق ، فإن معناه القوي ، يقال : رمح صدق ، أي صلب قوي ، ولما كانت القوة صفة هذا الصادق ، حيث قوي على نفسه فلم يتزين بما ليس له ، والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله وصدق فيها ، أقعده الحق عند مليك مقتدر ، أي أطلعه على القوة الإلهية التي أعطته القوة في صدقه الذي كان عليه ، فإن الملك هو الشديد أيضا ، فهو مناسب للمقتدر ،
يقال : ملكت العجين إذا شددت عجنه ، فالمتقي ما نال مقعد الصدق إلا من كونه محقا ، لأنه صادق في تقواه «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» عند ملك ماضي الكلمة في ملكه ، لأنهم كل ما همّوا به انفعل لهم ، وحكم الاقتدار ما هو حكم القادر ،
فالاقتدار حكم القادر في ظهور الأشياء بأيدي الأسباب ، والأسباب هي المتصفة بكسب القدرة ، فهو تعالى المقتدر على كل ما يوجده عند سبب أو بسبب ، كيف شئت قل ، فما أوجده على أيدي الأسباب هو قوله : (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِين (وليست سوى الأسباب
- اعتبار –
اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر
فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر
من دونها جهنم *** ذات زفير وسعر
ترمي من الغيظ وجوه *** المجرمين بشر
ربحورها قد سجرت *** وسقفها قد انفطر
وشمسها قد كورت *** ونجمها قد انكدر
أتيتكم أخبركم *** لتعرفوا معنى الخبر
ولا تقولوا مثل من *** قال فما تغني النذر؟
فكان من أمرهم *** ما قد سمعتم وذكر
قالوا : وقد دعاكم *** الداعي إلى شيء نكر
فيخرجون خشّعا *** مثل الجراد المنتشر
شعثا حفاة حسرا *** في يوم نحس مستمر
إلى عذاب وثوى *** إلى خلود في سقر
فلو ترى نبيهم ***حين دعاهم فازدجر
وقد دعا مرسله *** أني ضعيف فانتصر
فقال: ياعين انسكب *** وأنت يا أرض انفجر
حتى التقى الماء على *** أمر حكيم قد قدر
فاصطفقت أمواجه ***وذاكم البحر الزخر
فالحكم حكم فاصل *** والأمر أمر مستقر
وأمره واحدة *** كمثل لمح بالبصر
سفينة قامت من أل *** واح نجاة ودسر
تجري بعين حفظه *** وعدا لمن كان كفر
تسوقها الأرواح عن *** أمر مليك مقتدر
أنزلها الجود على ال *** جودي فقالوا:لا وزر
ناداهم الحق اخرجوا *** منها أنا عين الوزر
حطوا وقالوا : ربنا *** لديك نعم المستقر
فيا سماء أقلعي *** من سح ماء منهمر
وأنت يا أرض ابلعي *** ماءك واخزن واحتكر
قد قضي الأمر فمن *** كان عدوا قد غبر
تركتها تذكرة *** لكم فهل من مدّكر ؟
وكل ما كان وما *** يكون منكم مستطر
وإن ما يفعله *** في الكون من خير وشر
مقدّر مؤقت *** كذا أتانا في الزّبر
الموت سم ناقع *** والحشر أدهى وأمر
سفينكم أجسامكم *** في بحر دنيا قد زخر
وأنتم ركابها *** وأنتم على خطر
ما لكم من ساحل *** غير القضاء والقدر
فابتهلوا واجتهدوا *** فما من اللّه مفر
هذا الذي أشهدته *** في ليلتي حتى السحر
فازدجروا واعتبروا *** واتعظوا بمن غبر
فالكل واللّه بلا *** شك على ظهر سفر
(55) سورة الرحمن مدنيّة
------------
(55) الفتوحات ج 4 / 380 - ج 1 / 158 - ج 2 / 98 - ج 4 / 409 ، 296 - ج 3 / 114تفسير ابن كثير:
قال الله تعالى : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) أي : سيتفرق شملهم ويغلبون .
قال البخاري : حدثنا إسحاق ، حدثنا خالد ، عن خالد - وقال أيضا : حدثنا محمد ، حدثنا عفان بن مسلم ، عن وهيب ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال - وهو في قبة له يوم بدر - : " أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم أبدا " . فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده وقال : حسبك يا رسول الله ! ألححت على ربك . فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) .
وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع ، من حديث خالد - وهو ابن مهران الحذاء - به .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا حماد عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : لما نزلت ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) [ قال ] قال عمر : أي جمع يهزم ؟ أي جمع يغلب ؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ، وهو يقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) فعرفت تأويلها يومئذ .
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
قال تعالى مبينا لضعفهم، وأنهم مهزومون: { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ } فوقع كما أخبر، هزم الله جمعهم الأكبر يوم بدر، وقتل من صناديدهم وكبرائهم ما ذلوا به ونصر الله دينه ونبيه وحزبه المؤمنين.
تفسير البغوي
قال الله تعالى : ( سيهزم الجمع ) قرأ يعقوب : " سنهزم " بالنون " الجمع " نصب وقرأ الآخرون بالياء وضمها ، " الجمع " رفع على غير تسمية الفاعل ، يعني : كفار مكة ( ويولون الدبر ) يعني : الأدبار فوحد لأجل رءوس الآي ، كما يقال : ضربنا منهم الرءوس وضربنا منهم الرأس إذا كان الواحد يؤدي معنى الجمع ، أخبر الله أنهم يولون أدبارهم منهزمين فصدق الله وعده وهزمهم يوم بدر .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في قبته يوم بدر : " اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم " ، فأخذ أبو بكر بيده ، فقال : حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك - وهو في الدرع - فخرج وهو يقول : " سيهزم الجمع ويولون الدبر " .
الإعراب:
(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) السين للاستقبال ومضارع مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.
(وَيُوَلُّونَ) مضارع مرفوع والواو فاعله (الدُّبُرَ) مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها.