المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة القمر: [الآية 37]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة القمر | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
«فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ» في حضرة منيعة ، وما أقعدهم ذلك المقعد إلا صدقهم «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ»
[ الاسم الإلهي القادر والمقتدر : ]
فإن الاقتدار يناسب الصدق ، فإن معناه القوي ، يقال : رمح صدق ، أي صلب قوي ، ولما كانت القوة صفة هذا الصادق ، حيث قوي على نفسه فلم يتزين بما ليس له ، والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله وصدق فيها ، أقعده الحق عند مليك مقتدر ، أي أطلعه على القوة الإلهية التي أعطته القوة في صدقه الذي كان عليه ، فإن الملك هو الشديد أيضا ، فهو مناسب للمقتدر ،
يقال : ملكت العجين إذا شددت عجنه ، فالمتقي ما نال مقعد الصدق إلا من كونه محقا ، لأنه صادق في تقواه «عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» عند ملك ماضي الكلمة في ملكه ، لأنهم كل ما همّوا به انفعل لهم ، وحكم الاقتدار ما هو حكم القادر ،
فالاقتدار حكم القادر في ظهور الأشياء بأيدي الأسباب ، والأسباب هي المتصفة بكسب القدرة ، فهو تعالى المقتدر على كل ما يوجده عند سبب أو بسبب ، كيف شئت قل ، فما أوجده على أيدي الأسباب هو قوله : (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِين (وليست سوى الأسباب
- اعتبار –
اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر
فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر
من دونها جهنم *** ذات زفير وسعر
ترمي من الغيظ وجوه *** المجرمين بشر
ربحورها قد سجرت *** وسقفها قد انفطر
وشمسها قد كورت *** ونجمها قد انكدر
أتيتكم أخبركم *** لتعرفوا معنى الخبر
ولا تقولوا مثل من *** قال فما تغني النذر؟
فكان من أمرهم *** ما قد سمعتم وذكر
قالوا : وقد دعاكم *** الداعي إلى شيء نكر
فيخرجون خشّعا *** مثل الجراد المنتشر
شعثا حفاة حسرا *** في يوم نحس مستمر
إلى عذاب وثوى *** إلى خلود في سقر
فلو ترى نبيهم ***حين دعاهم فازدجر
وقد دعا مرسله *** أني ضعيف فانتصر
فقال: ياعين انسكب *** وأنت يا أرض انفجر
حتى التقى الماء على *** أمر حكيم قد قدر
فاصطفقت أمواجه ***وذاكم البحر الزخر
فالحكم حكم فاصل *** والأمر أمر مستقر
وأمره واحدة *** كمثل لمح بالبصر
سفينة قامت من أل *** واح نجاة ودسر
تجري بعين حفظه *** وعدا لمن كان كفر
تسوقها الأرواح عن *** أمر مليك مقتدر
أنزلها الجود على ال *** جودي فقالوا:لا وزر
ناداهم الحق اخرجوا *** منها أنا عين الوزر
حطوا وقالوا : ربنا *** لديك نعم المستقر
فيا سماء أقلعي *** من سح ماء منهمر
وأنت يا أرض ابلعي *** ماءك واخزن واحتكر
قد قضي الأمر فمن *** كان عدوا قد غبر
تركتها تذكرة *** لكم فهل من مدّكر ؟
وكل ما كان وما *** يكون منكم مستطر
وإن ما يفعله *** في الكون من خير وشر
مقدّر مؤقت *** كذا أتانا في الزّبر
الموت سم ناقع *** والحشر أدهى وأمر
سفينكم أجسامكم *** في بحر دنيا قد زخر
وأنتم ركابها *** وأنتم على خطر
ما لكم من ساحل *** غير القضاء والقدر
فابتهلوا واجتهدوا *** فما من اللّه مفر
هذا الذي أشهدته *** في ليلتي حتى السحر
فازدجروا واعتبروا *** واتعظوا بمن غبر
فالكل واللّه بلا *** شك على ظهر سفر
(55) سورة الرحمن مدنيّة
------------
(55) الفتوحات ج 4 / 380 - ج 1 / 158 - ج 2 / 98 - ج 4 / 409 ، 296 - ج 3 / 114تفسير ابن كثير:
( ولقد راودوه عن ضيفه ) وذلك ليلة ورد عليه الملائكة : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل في صورة شباب مرد حسان محنة من الله بهم ، فأضافهم لوط [ عليه السلام ] وبعثت امرأته العجوز السوء إلى قومها ، فأعلمتهم بأضياف لوط ، فأقبلوا يهرعون إليه من كل مكان ، فأغلق لوط دونهم الباب ، فجعلوا يحاولون كسر الباب ، وذلك عشية ، ولوط ، عليه السلام ، يدافعهم ويمانعهم دون أضيافه ، ويقول لهم : ( هؤلاء بناتي ) يعني : نساءهم ، ( إن كنتم فاعلين ) [ الحجر : 71 ] ( قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق ) أي : ليس لنا فيهن أرب ، ( وإنك لتعلم ما نريد ) [ هود : 79 ] فلما اشتد الحال وأبوا إلا الدخول ، خرج عليهم جبريل ، عليه السلام ، فضرب أعينهم بطرف جناحه ، فانطمست أعينهم . يقال : إنها غارت من وجوههم . وقيل : إنه لم تبق لهم عيون بالكلية
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
تفسير البغوي
( ولقد راودوه عن ضيفه ) طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه ( فطمسنا أعينهم ) وذلك أنهم لما قصدوا دار لوط وعالجوا الباب ليدخلوا ، قالت الرسل [ للوط ] : خل بينهم وبين الدخول فإنا رسل ربك لن يصلوا إليك ، فدخلوا الدار فصفقهم جبريل بجناحه بإذن الله فتركهم عميا يترددون متحيرين لا يهتدون إلى الباب ، فأخرجهم لوط عميا لا يبصرون . قوله : " فطمسنا أعينهم " أي : صيرناها كسائر الوجه لا يرى لها شق ، هذا قول أكثر المفسرين . وقال الضحاك : طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل ، فقالوا : قد رأيناهم حين دخلوا البيت فأين ذهبوا ، فلم يروهم فرجعوا . ( فذوقوا عذابي ونذر ) أي : [ ما أنذركم ] به لوط من العذاب .
الإعراب:
(وَلَقَدْ) سبق إعرابها، (راوَدُوهُ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة جواب القسم لا محل لها، (عَنْ ضَيْفِهِ) متعلقان بالفعل، (فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها، (فَذُوقُوا) حرف عطف وأمر مبني على حذف النون والواو فاعله (عَذابِي) مفعوله (وَنُذُرِ) معطوف على عذابي والجملة مقول قول محذوف.