«فلله الآخرة والأولى» أي الدنيا فلا يقع فيهما إلا ما يريده تعالى.
فَغَشَّاها ما غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (55) هذا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولى (56) أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59)
«فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ» يعني من القرآن ، فيما وعظهم به منهم وتوعدهم ووعدهم «تَعْجَبُونَ» تكثرون العجب ، كيف جاء به مثل هذا ؟ وما أنزل على عظمائكم كما قالوا : (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) .
[سورة النجم (53) : آية 60]
وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60)
«وَتَضْحَكُونَ» أي تهزءون منه إذا أتى به ، لأنهم لا يعرفون الحق إلا بالرجال «وَلا تَبْكُونَ» فإن في القرآن ما يبكي من الوعيد ، وما يضحك ويتعجب فيه من الفرح باتساع رحمة اللّه ولطفه بعباده ، وفي القرآن من الوعيد والمخاوف ما يبكي بدل الدموع دما لمن دبر آياته.
------------
(59 - 62) الفتوحات ج 1 /
514
وقوله : ( فلله الآخرة والأولى ) أي : إنما الأمر كله لله ، مالك الدنيا والآخرة ، والمتصرف في الدنيا والآخرة ، فهو الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .
قوله تعالى {إن هي إلا أسماء سميتموها} أي ما هي يعني هذه الأوثان {إلا أسماء سميتموها} يعني نحتموها وسميتموها آلهة. {أنتم وآباؤكم} أي قلدتموهم في ذلك. {ما أنزل الله بها من سلطان} أي ما أنزل الله بها من حجة ولا برهان. {إن يتبعون إلا الظن}عاد من الخطاب إلى الخبر أي ما يتبع هؤلاء إلى الظن. {وما تهوى الأنفس} أي تميل إليه. وقراءة العامة {يتبعون} بالياء. وقرأ عيسى بن عمو وأيوب وابن السميقع {تتبعون}بالتاء على الخطاب. وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس. {ولقد جاءهم من ربهم الهدى}أي البيان من جهة الرسول أنها ليست، بآلهة. {أم للإنسان ما تمنى} أي اشتهى أي ليس ذلك له. وقيل {للإنسان ما تمنى} من البنين؛ أي يكون له دون البنات. وقيل {أم للإنسان ما تمنى} من غير جزاء ليس الأمر كذلك. وقيل {أم للإنسان ما تمنى} من النبوة أن تكون فيه دون غيره. وقيل {أم للإنسان ما تمنى} من شفاعة الأصنام؛ نزلت في النضر بن الحرث. وقيل : في الوليد بن المغيرة. وقيل : في سائر الكفار. {فلله الآخرة والأولى} يعطي من يشاء ويمنع من يشاء لا ما تمنى أحد. قوله تعالى {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} هذا توبيخ من الله تعالى لمن عبد الملائكة والأصنام، وزعم أن ذلك يقربه إلى الله تعالى، فأعلم أن الملائكة مع كثرة عبادتها وكرامتهم على الله لا تشفع إلا لمن أذن أن يشفع له. قال الأخفش : الملك واحد ومعناه جمع؛ وهو كقوله تعالى {فما منكم من أحد عنه حاجزين} [
الحاقة : 47]. وقيل : إنما ذكر ملكا واحدا، لأن كم تدل على الجمع.
ليس للإنسان ما تمناه من شفاعة هذه المعبودات أو غيرها مما تهواه نفسه، فلله أمر الدنيا والآخرة.
[فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى } فيعطي منهما من يشاء، ويمنع من يشاء، فليس الأمر تابعا لأمانيهم، ولا موافقا لأهوائهم.
" فلله الآخرة والأولى "، ليس كما ظن الكافر وتمنى، بل لله الآخرة والأولى، لا يملك أحد فيهما شيئاً إلا بإذنه.
(فَلِلَّهِ) الفاء حرف استئناف وللّه خبر مقدم (الْآخِرَةُ) مبتدأ مؤخر (وَالْأُولى) معطوف على الآخرة والجملة استئنافية لا محل لها.
Traslation and Transliteration:
Falillahi alakhiratu waaloola
But unto Allah belongeth the after (life), and the former.
Gerçekten de ahiret de Allah'ındır, dünya da.
A Allah appartiennent la vie future et la vie d'ici-bas.
So gehört ALLAH das Letzte und das Erste.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة النجم (An-Najm - The Star) |
ترتيبها |
53 |
عدد آياتها |
62 |
عدد كلماتها |
359 |
عدد حروفها |
1405 |
معنى اسمها |
(النَّجْمُ): مَعْرُوفٌ، وَهُوَ أَحَدُ الأَجْرَامِ السَّمَاوِيَّةِ المُضِيئَةِ بِذَاتِهَا |
سبب تسميتها |
أَقْسَمَ اللهُ بِالنَّجْمِ لِأَهَمِّيَتِهِ وَمُنَاسَبَتِهِ لِقِصَّةِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ ﷺ إِلَى السَّمَاءِ؛ فَسُمِّيَتِ السُّورَةُ بِهِ |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعْرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (النَّجْمِ) |
مقاصدها |
إِثْبَاتُ الْوَحْيِ مِنَ اللهِ تعَالَى، وَإِبْطَالُ عَقِيدَةِ الشِّرْكِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آياتِهَا |
فضلها |
أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ، فَعَن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: قَالَ: «أوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ (وَالنَّجْمِ)، قَالَ: فَسَجَدَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ وسَجَدَ مَن خَلْفَهُ إلَّا رَجُلًا...». (رَوَاهُ البُخارِيّ).
مِنَ النَّظَائِرِ التِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَوِيْلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيَّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظائِرَ؛ السُّورَتَيْنِ في رَكْعَةٍ، ... (الرَّحْمَنُ وَالنَّجمِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (النَّجْمِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ الْوَحْيِ وَمَوقِفِ الْمُكَذِّبِينَ مِنْهُ، فَقَالَ فِي أَوَّلِهَا: ﴿إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾، وَرَدَّ عَلَى الْمُكَذِّبِينَ فِي أَوَاخِرِهَا، فَقَالَ: ﴿أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ ٥٩﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (النَّجْمِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الطُّورِ): خُتِمَتِ (الطُّورُ) بِكَلِمَةِ النُّجُومِ فِي قوله: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَإِدۡبَٰرَ ٱلنُّجُومِ ٤٩﴾، وَافْتُتِحَتِ (النَّجْمُ) بِكَلِمَةِ النَّجْمِ فِي قَولِهِ: ﴿وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ١﴾. |