«الحمد لله الذي وهب لي» أعطاني «على» مع «الكبر إسماعيل» ولد وله تسع وتسعون سنة «وإسحاق» ولد وله مائة واثنتا عشرة سنة «إن ربي لسميع الدعاء».
سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)
[ «هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ» ]
-الوجه الأول - «هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ» فهو بلاغ للإنسان من كونه من الناس «وَلِيُنْذَرُوا بِهِ» من كونه على قدم غرور وخطر فيحذرو «وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ»
أي بفعل ما يريد ما ثمّ آخر يرده عن إرادته فيك ويصده «وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ»
بما أشهدهم على نفسه أنه ربه ، ليقوم بما يجب على المملوك في حق سيده الذي أقر له بالملك ، فإن التذكر لا يكون إلا عن علم متقدم منسي ، فيذكره من يعلم ذلك ، فالقرآن بلاغ من وجه وإنذار من وجه وإعلام من وجه وتذكرة لما نسيه من وجه ، والمخاطب بهذا كله واحد العين وهو الإنسان
- الوجه الثاني -ميز اللّه بين طبقات العالم ليعلموا أن اللّه قد رفع بعضهم فوق بعض درجات فقال : «هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ» يريد طائفة مخصوصة لا يعقلون منه سوى أنه بلاغ ، يسمعون حروفه إيمانا بها أنها من عند اللّه لا يعرفون غير ذلك «وَلِيُنْذَرُوا بِهِ» في حق طائفة أخرى عينها بهذا الخطاب «وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ» في حق طائفة أخرى عينها بهذا الخطاب ، وأراد بالعلم هنا الإيمان ، وهو الذي يعول عليه في السعادة ، فإن اللّه به أمر ،
وسميناه علما لكون المخبر هو اللّه فقال : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ) وقال تعالى : «وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ» «وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ» في حق طائفة أخرى وهم العلماء باللّه وبالأمر على ما هو عليه ، فيتذكر أرباب العقول ما كانوا قد علموه قبل ، أي ما جاءوا بما تحيله الأدلة الغامض إدراكها ،
فإنها لب الدلالات ، والقرآن واحد في نفسه ، تكون الآية منه تذكرة لذي اللب ، وتوحيدا لطالب العلم بتوحيده ، وإنذارا للمترقب الحذر ، وبلاغا للسامع ليحصل له أجر السماع ، كالأعجمي الذي لا يفهم اللسان ، فيسمع
فيعظم كلام اللّه من حيث نسبته إلى اللّه ، ولا يعرف معنى ذلك اللفظ حتى يشرح له بلسانه ويترجم له عنه .
(15) سورة الحجر مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
------------
(51) الفتوحات ج 4 /
268 - ج 3 /
85 - ج 1 /
513">
513 - ج 3 /
85 - ج 1 /
326 - ج 3 /
85 - ج 1 /
513">
513 - ج 3 /
544
ثم حمد ربه - عز وجل - على ما رزقه من الولد بعد الكبر ، فقال : ( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ) أي : إنه ليستجيب لمن دعاه ، وقد استجاب لي فيما سألته من الولد .
قوله تعالى {ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن} أي، ليس يخفى عليك شيء من أحوالنا. وقال ابن عباس ومقاتل : تعلم جميع ما أخفيه وما أعلنه من الوجه بإسماعيل وأمه حيث أسكنا بواد غير ذي زرع. {وما يخفي على الله من شيء في الأرض ولا في السماء} قيل : هو من قول إبراهيم. وقيل : هو من قول الله تعالى لما قال إبراهيم {ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن} قال الله {وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء}. أي على كبر سني وسن امرأتي؛ قال ابن عباس: ولد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين سنة. وإسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة. وقال سعيد بن جبير: بشر إبراهيم بإسحاق بعد عشر ومائة سنة. {إن ربي لسميع الدعاء}. قوله تعالى {رب اجعلني مقيم الصلاة} أي من الثابتين على الإسلام والتزام أحكامه. {ومن ذريتي} أي واجعل من ذريتي من يقيمها. {ربنا وتقبل دعاء} أي عبادتيكما قال{وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} [غافر: 60]. وقال عليه السلام (الدعاء مخ العبادة) وقد تقدم في {البقرة}. {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين} قيل: استغفر إبراهيم لوالديه قبل أن يثبت عنده أنهما عدوان لله. قال القشيري: ولا يبعد أن تكون أمه مسلمة لأن الله ذكر عذره في استغفاره لأبيه دون أمه. قلت: وعلى هذا قراءة سعيد بن جبير، {رب اغفر لي ولوالدي} يعني. أباه. وقيل: استغفر لهما طمعا في إيمانهما. وقيل: استغفر لهما بشرط أن يسلما. وقيل: أراد آدم وحواء. وقد روي أن العبد إذا قال: اللهم اغفر لي ولوالدي وكان أبواه قد ماتا كافرين انصرفت المغفرة إلى آدم وحواء لأنهما والدا الخلق أجمع. وقيل: إنه أراد ولديه إسماعيل وإسحاق. وكان إبراهيم النخعي يقرأ {ولولدي} يعني ابنيه، وقيل: إنه أراد ولديه إسماعيل وإسحاق. وكان إبراهيم {وللمؤمنين} قال ابن عباس: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل {للمؤمنين} كلهم وهو أظهر. {يوم يقوم الحساب} أي يوم يقوم الناس للحساب.
يُثْني إبراهيم على الله تعالى، فيقول: الحمد لله الذي رزقني على كِبَر سني ولديَّ إسماعيل وإسحاق بعد دعائي أن يهب لي من الصالحين، إن ربي لسميع الدعاء ممن دعاه، وقد دعوته ولم يخيِّب رجائي.
فهبتهم من أكبر النعم، وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمة أخرى، وكونهم أنبياء صالحين أجل وأفضل، { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } أي: لقريب الإجابة ممن دعاه وقد دعوته فلم يخيب رجائي،
( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر ) أعطاني ( إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء ) قال ابن عباس : ولد إسماعيل لإبراهيم وهو ابن تسع وتسعين سنة ، وولد إسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة .
وقال سعيد بن جبير : بشر إبراهيم بإسحاق وهو ابن مائة وسبع عشرة سنة .
(الْحَمْدُ) مبتدأ (لِلَّهِ) لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف خبر والجملة مستأنفة (الَّذِي) موصول صفة للّه (وَهَبَ) ماض فاعله مستتر والجملة صلة (لِي) متعلقان بوهب (عَلَى الْكِبَرِ) متعلقان بمحذوف حال (إِسْماعِيلَ) مفعول به (وَإِسْحاقَ) معطوف على إسماعيل (إِنَّ رَبِّي) إن واسمها المنصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهروها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والجملة مستأنفة (لَسَمِيعُ) اللام المزحلقة وسميع خبر إن (الدُّعاءِ) مضاف إليه
Traslation and Transliteration:
Alhamdu lillahi allathee wahaba lee AAala alkibari ismaAAeela waishaqa inna rabbee lasameeAAu aldduAAai
Praise be to Allah Who hath given me, in my old age, Ishmael and Isaac! Lo! my Lord is indeed the Hearer of Prayer.
Hamd Allah'a ki ihtiyarlığımda bana İsmail'i ve İshak'ı verdi. Şüphe yok ki Rabbim, duayı mutlaka duyar.
Louange à Allah, qui en dépit de ma vieillesse, m'a donné Ismaël et Isaac. Certes, mon Seigneur entend bien les prières.
Alhamdulillah: Alles Lob gebührt ALLAH, Der mir im hohen Alter Isma'il und Ishaq schenkte. Gewiß, mein HERR ist zweifelsohne des Bittgebets Allerhörend.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة ابراهيم (Ibrahim - Abrahim) |
ترتيبها |
14 |
عدد آياتها |
52 |
عدد كلماتها |
831 |
عدد حروفها |
3461 |
معنى اسمها |
(إِبْرَاهِيمُ عليه السلام): أَبُو الأَنْبِيَاءِ، يَنْتَهِي نَسَبُهُ إِلَى سَامِ بنِ نُوحٍ عليه السلام، وَهُوَ مِن أُولِي العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِذِكْرِ أَدْعِيَةِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فِي سَبْعِ آيَاتٍ دُونَ ذِكْرِ قِصَّتِهِ كَمَا فِي بَقِيَّةِ السُّوَرِ |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (إِبرَاهِيمَ عليه السلام) |
مقاصدها |
ذِكْرُ قِصَّةِ الرُّسُلِ عَلَيهِمُ السَّلَامِ، وَتَصْويرُ مَشَاهِدِ الخَيرِ وَالشَّرِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَوْ فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
هِيَ مِنْ ذَوَاتِ ﴿الٓر﴾، فَفِي الحَدِيثِ الطَّوِيْلِ؛ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: أَقرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ: «اقرَأْ ثَلاثًا مِنْ ذَوَاتِ ﴿الٓر﴾». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (إِبْرَاهِيمَ عليه السلام) بِآخِرِهَا:
بَيَانُ مُهِمَّةِ الرَّسُولِ ﷺ بِالْقُرْآنِ الكَرِيمِ، فقَالَ فِي فَاتِحَتِهَا: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ ...١﴾،
وَقَالَ فِي خَاتِمَتِهَا:
﴿هَٰذَا بَلَٰغٞ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِۦ ...٥٢﴾.
مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (إِبْرَاهِيمَ عليه السلام) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (الرَّعْدِ):
ذَكَرَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الكِتَابَ فِي آخِرِ (الرَّعْدِ) فَقَالَ ﴿وَمَنۡ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلۡكِتَٰبِ ٤٣﴾، وَذَكَرَهُ فِي مُفْتَتَحِ سُورَةِ (إِبْرَاهِيمَ عليه السلام) فَقَالَ: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ ... ١﴾. |