المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة التوبة: [الآية 86]
![]() |
![]() |
![]() |
سورة التوبة | ||
![]() |
![]() |
![]() |
تفسير الجلالين:
تفسير الشيخ محي الدين:
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (129)
«فَإِنْ تَوَلَّوْا» عما دعوتموهم إليه «فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ» أي في اللّه الكفاية يكفيني أمرهم
[ توحيد الاستكفاء ]
«لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» وهذا هو التوحيد الحادي عشر ، وهو توحيد الاستكفاء ، وهو من توحيد الهوية لما قال تعالى : «وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى» فأحالنا علينا بأمره فبادرنا لامتثال أمره ، فمنا من قال التعاون على البر والتقوى أن يرد كل واحد صاحبه إلى ربه في ذلك ، ويستكفي به فيما كلفه ،
وهو قوله : (واستعينوا بالله) خطاب تحقيق «عليه توكلت» التوكل اعتماد القلب على اللّه تعالى مع عدم الاضطراب عند فقد الأسباب الموضوعة في العالم ، التي من شأن النفوس أن تركن إليها ، فإن اضطرب فليس بمتوكل ، وهو من صفات المؤمنين «وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ»
فإذا كان رب العرش والعرش محيط بعالم الأجسام وأنت من حيث جسميتك أقل الأجسام فاستكف باللّه ، الذي هو رب مثل هذا العرش ، ومن كان اللّه حسبه انقلب بنعمة من اللّه وفضل لم يمسسه سوء ، وجاء في ذلك بما يرضي اللّه ، واللّه ذو فضل عظيم على من جعله حسبه .
(10) سورة يونس مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
------------
(129) الفتوحات ج 2 / 409 ، 199 ، 409تفسير ابن كثير:
يقول تعالى منكرا وذاما للمتخلفين عن الجهاد ، الناكلين عنه مع القدرة عليه ووجود السعة والطول ، واستأذنوا الرسول في القعود ، وقالوا : ( ذرنا نكن مع القاعدين ) ورضوا لأنفسهم بالعار والقعود في البلد مع النساء - وهن الخوالف - بعد خروج الجيش ، فإذا وقع الحرب كانوا أجبن الناس ، وإذا كان أمن كانوا أكثر الناس كلاما ، كما قال [ الله ] تعالى ، عنهم في الآية الأخرى : ( فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد ) [ الأحزاب : 19 ] أي : علت ألسنتهم بالكلام الحاد القوي في الأمن ، وفي الحرب أجبن شيء ، وكما قال الشاعر :
أفي السلم أعيارا جفاء وغلظة وفي الحرب أشباه النساء العوارك
.
وقال تعالى في الآية الأخرى : ( ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم طاعة وقول معروف فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم [ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ] ) [ الآية ] [ محمد : 20 - 22 ] )
تفسير الطبري :
التفسير الميسّر:
تفسير السعدي
يقول تعالى في بيان استمرار المنافقين على التثاقل عن الطاعات، وأنها لا تؤثر فيهم السور والآيات: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} يؤمرون فيها بالإيمان باللّه والجهاد في سبيل اللّه.
{اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ} يعني: أولي الغنى والأموال، الذين لا عذر لهم، وقد أمدهم اللّه بأموال وبنين، أفلا يشكرون اللّه ويحمدونه، ويقومون بما أوجبه عليهم، وسهل عليهم أمره، ولكن أبوا إلا التكاسل والاستئذان في القعود {وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ}
تفسير البغوي
( وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولو الطول منهم ) ذوو الغنى والسعة منهم في القعود ، ( وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين ) في رحالهم .
الإعراب:
(وَإِذا) ظرف لما يستقبل من الزمان. خافض لشرطه منصوب بجوابه، والواو للاستئناف.
(أُنْزِلَتْ) فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث.
(سُورَةٌ) نائب فاعل.
(أَنْ) حرف مصدري أو مفسرة.
(آمِنُوا) فعل أمر وفاعله. والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر المقدر أي بالإيمان باللّه، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أنزلت.
(بِاللَّهِ) متعلقان بآمنوا. وجملة (أُنْزِلَتْ) في محل جر بالإضافة. وقيل أن تفسيرية.
(وَجاهِدُوا) عطف على آمنوا.
(مَعَ) ظرف مكان متعلق بالفعل وهو مضاف.
(رَسُولِهِ) مضاف إليه.
(اسْتَأْذَنَكَ) فعل ماض ومفعول (أُولُوا) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة.
(الطَّوْلِ) مضاف إليه.
(مِنْهُمْ) متعلقان بمحذوف حال من أولو الطول. والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
(وَقالُوا) عطف على استأذنك.
(ذَرْنا) فعل أمر مبني على السكون، ونا مفعوله، وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت.
(نَكُنْ) مضارع ناقص مجزوم جواب الأمر، واسمه نحن.
(مَعَ) ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر.
(الْقاعِدِينَ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.