Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«الوكيل حضرة الوكالة»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[65] - «الوكيل حضرة الوكالة»

وكيلي من يقول أنا الوكيل *** ويدري إنني عنه أقول‏

ولو أني أشاهده بقلبي *** لما كان الطلوع ولا الأفول‏

ولكني أشاهده بعيني *** لذا وقع التحير والذهول‏

[الحليم الذي لا يعجل‏]

يدعى صاحبها عبد الوكيل بهذا الاسم الإلهي ثبت الملك والملك للخلق فإنا ما وكلناه إلا في التصرف في أمورنا فيما هو لنا لعلمنا بكمال علمه فينا فإنه يعلم منا ما لا نعلمه من نفوسنا وما أعطاه العلم بنا سوانا في حال سوانا في حال ثبوتنا فنحن العلماء الجاهلون وهو العليم الذي لا يجهل ولهذا هو الحليم الذي لا يعجل فيمهل ولا يهمل ونحن نعجل وهو يعلم منا أنا نعجل وما نعجل وإنما هو انتهاء مدة الأجل فالأجل منه قصير المدة ومنه طويلها فكل يجري إلى أجل مسمى إلى ما لا يتناهى جريانا دائما لا ينقضي فالحق كل يوم في شأن ونحن في خلق جديد بين وجود وانقضاء فأحوال تتجدد على عين لا نبعد بأحكام لا تنفد وهي كلمات الله وخلقه ولا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله ولا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله وإنما التبديل لله فنحن كلماته وخلقه فهذا الوكيل الحق قد أعلمنا بتصرفه فينا أنه ما زاد شيئا على ما أعطيناه منا لأن الوكيل بحكم موكله فلا يتصرف إلا فيما أذن له فللوكيل الحجة البالغة فإنه لا يزيد على الحد المفوض إليه وما ثم ما يقبل الزيادة فإن قلت للوكيل لم فعلت كذا كشف لك‏

عنك فرأيت أنك جعلته أن يفعل ما أنكرت عليه فعله وكشف لك عن إنكارك فلا بد لك من الإنكار عليه فعذرك وعذرته‏

فلا تلم وكيلا *** ولم موكله‏

فإنما وجودي *** به ونحن له‏

ولا تلمه أيضا *** فالعين مجملة

وكلما بدا لي *** فالكون فصله‏

يعلم ذا إلهي *** على فضله‏

من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله لأن الله وكله على عباده فأمر ونهى وتصرف بما أراه الله الذي وكله ونحن وكلناه تعالى عن أمره وتحضيضه فأمره قوله فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا وتحضيضه أَلَّا تَتَّخِذُوا من دُونِي وَكِيلًا فالرسول وكيل الوكيل وهو من جملة من وكل الحق عن أمره تعالى فهو منا وهو الوكيل من الوكيل علينا فوجب على الموكل طاعة الوكيل لأنه ما أطاع إلا نفسه فإنه ما تصرف فيه إلا به كما قررناه فرتبة الوكالة رتبة إلهية سرت في الكون سريان الحياة فكما أنه ما في الكون إلا حي فما في الكون إلا وكيل موكل فمن لم يوكل الحق بلفظه وكله الحال منه وتقوم الحجة عليه وإن وكله بلفظه فالحجة أيضا عليه لأن الوكيل ما تصرف في غير ما فوض إلى موكله وجعل له أن يوكل من شاء فوكل الرسل في التبليغ عنه إلى الموكلين إنه من المصالح التي رأينا لكم أن تفعلوا كذا وتنتهوا عن كذا فإن ذلكم لكم فيه السعادة والفوز من العطب فمن تصرف من الموكلين عن أمر وكيل الوكيل فقد سعد ونجا وحاز الخير بكلتا يديه وملأهما خيرا يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ فلا تتهموا وكيلا ولا تتخذوا إلى تجريحه سبيلا وقفوا عند حده وأوفوا له بعهده وهذه حضرة التسليم والتفويض وأنت الجناح المهيض فإنه خلقك على صورته ثم كسرك بما شرع لك فصرت مأمورا منهيا ثم جبرك من هذا الكسر بما سلب عنك بقوله والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ ثم كسرك بالجزاء لأنه ما عمل معك إلا ما علم وما علم إلا منك وليس المهيض سوى هذا فإنه المكسور بعد جبر والجبر لا يرد إلا على كسر فالأصل عدم الكسر وهو الصحة وليست إلا الصورة فاعلم ما نبهتك عليه فَسْئَلْ به خَبِيراً فلا علم إلا عن ذوق‏

لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيها

وهذا القدر من هذه الحضرة كاف لمن استعمله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!