الفتوحات المكية

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«المحسان حضرة الإحسان»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[52] - «المحسان حضرة الإحسان»

حضرة المحسان إحسان *** وهو في التحقيق إنسان‏

ولذا من الشهور له *** ما يقال فيه نيسان‏

إذا رأيت الذي بالفعل تعبده *** فأنت صاحب إحسان وإيمان‏

وإن جهلت ولم تعلم برؤيتكم *** إياه فاعمل على إحسانه الثاني‏

وإنما جمع الرحمن بينهما *** لكي يقابل إحسانا بإحسان‏

والكل من عنده إن كنت تعرفه *** ولست أعرفه إلا إن أغناني‏

طال انتظاري لما يأتيه من قبلي *** قولا وفعلا وهذا الأمر أعياني‏

[الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه‏]

يدعى صاحبها عبد المحسن وإن شئت عبد المحسان‏

قال جبريل عليه السلام لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما الإحسان فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك‏

وفي رواية فإن لم تكن تراه فإنه يراك‏

فأمره أن يخيله ويحضره في خياله على قدر علمه به فيكون محصورا له وقال تعالى هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ فمن علم‏

قوله إن الله خلق آدم على صورته‏

وعلم‏

قوله عليه السلام من عرف نفسه عرف ربه‏

وعلم قوله تعالى وفي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ وقوله سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ علم بالضرورة أنه إذا رأى نفسه هذه الرؤية فقد رأى ربه بجزاء الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه إلا الإحسان وهو أنك تراه حقيقة كما أريته نفسك فالصورة الأولى الإلهية في العبادة مجعولة للعبد من جعله فهو الذي أقامها نشأة يعبدها عن أمره عز وجل له بذلك الإنشاء فجزاؤه أن يراه حقيقة جزاء وفاقا في الصورة التي يقتضيها موطن ذلك الشهود كما اقتضى تجليه في الصورة الإلهية المجعولة من العبد في موطن العبادة والتكليف فإن الصور تتنوع بتنوع المواطن والأحوال والاعتقادات من المواطن فلكل عبد حال ولكل حال موطن فبحاله يقول في ربه ما يجده في عقده وبموطن ذلك الحال يتجلى له الحق في صورة اعتقاده والحق كل ذلك والحق وراء ذلك فينكر ويعرف وينزه ويوصف وعن كل ما ينسب إليه يتوقف فحضرة الإحسان رؤية وشهود والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!