الفتوحات المكية

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


70. الموقف السبعون

قال تعالى: ﴿{وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ﴾[ الأعراف: 7/ 153].

ورد الوارد بهذه الآية، بعد التي قبلها؛ فعلمت من هذا الإلقاء بشارة الحق تعالى للسالكين إذا صدر منهم شيء ممّا نهوا عنه من طلبهم الجزاء وتعيينه، والتحكم على الحق تعالى وعدم تفويض الخيرة إليه، ثم تابوا إلى الله، ورجعو إليه بما أمرهم من ترك طلب الجزاء، وعدم التحكم عليه، لأن النهي عن الشيء أمر بضده، على خلاف عند الأصوليين، وآمنوا، أي صّدقوا بأن الله يغفر لهم ما وقع منهم، بحسب وعده الصادق، ورحمته الواسعة، وهذا إيمان خاص، ما هو الإيمان الذي يعصم الدماء والأموال، فإنَّ ذلك شرط في صحة الأعمال كلها، ومتقدم عليها.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!