الفتوحات المكية

المواقف في بعض إشارات القرآن إلى الأسرار والمعارف

للأمير عبد القادر الحسني الجزائري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


170. الموقف السبعون بعد المائة

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ﴾[العنكبوت: 29 /42].

الحق تعالى ، تارة يكلّم عباده من مرتبة الفرق والفرقان، وتارة يكلّمهم من مرتبة الجمع والقرآن.

﴿أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ﴾[النحل: 16/ 17]. ﴿هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ﴾[الروم: 30/40]، ﴿فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾[المرسلات: 23].﴿أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[المؤمنون: 23: 14]،[الصافات: 37/ 125].

﴿ وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[التوبة: 9/105]، ... تفعلون تكسبون، أقيموا الصّلاة، آتوا الزّكاة، لا تقربوا الفواحش، لا تقتلوا النفس.

ونحو ذلك، فإن الآمر الناهي لا يأمر نفسه ولا ينهاها، وفي الثاني قوله: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ﴾[الأنفال: 8/17].﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾[التوبة: 9/ 14]. ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾[الفتح: 48/ 10].﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ﴾[العنكبوت: 29/ 42].

هو غير الله إذ لا غير له تعالى ـ، فما تدعون من دونه من شيء، أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض له وجوداً وهو الغير والسّوا، فما تدعون من الأصنام، والشركاء، والأرباب والوسائط والأسباب، كلّ ذلك هو الله. فما دعوتم في دعائكم إيّاهم إلاَّ الله سبحانه وتعالى عما يشركون، من اعتقاد غيرية شيء له تعالى في الأرض أو في السماء.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!