الفتوحات المكية

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


لفرعون، إذ كان الله تعالى خلقها للكمال كما قال عليه السلام عنها حيث شهد «1» لها ولمريم بنت عمران بالكمال الذي هو للذُّكران‏ «2»- فقالت لفرعون في حق موسى إنه‏ «قُرَّتُ عَيْنٍ لِي ولَكَ». فبه قرَّت عينها بالكمال‏ «3» الذي حصل لها كما قلنا، وكان قرة عين لفرعون‏ «4» بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق.

فقبضه طاهراً مطهراً ليس فيه شي‏ء من الخبث لأنه قبضه عند إيمانه «8» قبل أن يكتسب شيئاً من الآثام. والإسلام يَجُبُ‏ «5» ما قبله. وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء «6» حتى لا ييأس أحد من رحمة الله، «فإنه‏ «7» لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ االله‏ «8» إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ». فلو كان فرعون ممن‏ «9» يئس ما بادر إلى الايمان.

فكان موسى عليه السلام كما قالت امرأة فرعون فيه «إنه‏ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي ولَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى‏ أَنْ يَنْفَعَنا». وكذلك وقع فإن الله نفعهما به عليه السلام وإن كانا ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون وهلاك آله. ولما عصمه الله من فرعون‏ «أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى‏ فارِغاً» من الهم الذي كان قد أصابها. ثم إن الله حرم عليه المراضع حتى أقبل على ثدي أمه فأرضعته ليكمِّل الله لها سرورها به. كذلك‏ «10» علم الشرائع، كما قال تعالى‏ «لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً ومِنْهاجاً» أي طريقاً. ومنهاجاً أي من تلك الطريقة جاء «9». فكان هذا القول إشارة إلى الأصل الذي منه جاء. فهو غذاؤه كما أن فرع الشجرة لا يتغذى إلا من أصله.

فما «11» كان حراماً في شرع يكون حلالًا في شرع آخر يعني في الصورة: أعني‏


(1) ب: ساقطة

(2) ن: الذكران‏

(3) ا: في الكمال‏

(4) ن: ساقطة

(5) ب: يحب‏

(6) ن: يشاء

(7) ن: ساقط. ويقرأ ا: رحمه الله بدلا من روح االله‏

(8) ن: ساقط. ويقرأ ا: رحمه الله بدلا من روح االله‏

(9) ن: ساقط

(10) ب: فكذلك‏

(11) ن: فكان‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!