الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (530): [التذاذ الخائف بمن استصحبه‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[التذاذ الخائف بمن استصحبه‏]

ومن ذلك‏

لذة الوقت للذي يجني *** ثمر القرب عند ما يجني‏

فإذا قال كيف قلت له *** لو دري العالم الذي أعني‏

هام وجدا به فكيف أنا *** ولهذا سترته مني‏

قال الشاعر

أحلى من الأمن عند الخائف الوجل‏

لأن الوارد الذي يعطي الأمن الذي يرد على الخائف يكون الخائف أعظم التذاذ به ممن استصحبه الأمن وذلك لتجدد الأمن عليه عقيب الخوف فجاء على النقيض مما كان يأمله وينتظره من وقوع الأمر المخوف منه فوجد الالتذاذ الذي لا يكون ألذ منه فلو فتح الله عين بصيرته ورأى تجدد نشأته في كل نفس مع جواز عدم التجدد واللحوق بالعدم لكان في لذة دائمة لكن ما كل أحد يعطي هذه الرتبة بل الإنسان كما قال تعالى في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ وهو في مفهوم العموم النشأة الآخرة فالجاني هو الذي ينتظر العقوبة فإن كان مؤمنا فإنه ينتظر إما العقوبة من الله على ما جنى أو العفو والمغفرة فإذا جاءته المغفرة وجد لها من اللذة ما لا يقدر قدرها إلا من ذاقها


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!