أسرار الفتوحات المكية
وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين
الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب
من أسرار الباب (524): [من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه]
![]() |
![]() |
[من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه]
ومن ذلك من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه
إن الدعي زنيم حيث ما كانا *** وهو العزيز به فيه وإن هانا
الله جمله الله عدله *** الله سواه دون الخلق إنسانا
قد أظهر الله فيه عز قدرته *** لو لم يكن لم يكن ذاك الذي كانا
لو كان لي أمل في غير ما خلقت *** نفسي له لم أكن في الخلق محسانا
قال
جاء في الخبر النبوي من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله
أي له البعد وما له سيد إلا الله ولذلك
نهى رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن يقول أحدنا عبدي وأمتي وليقل غلامي وجاريتي
كما
نهى أن نقول لمن له سيادة علينا ربنا
فانظر إلى هذه الغيرة الإلهية وما تعطيه الحقائق وكذلك من ادعى إلى غير أبيه ملعون أي قد بعده عن الأصل الذي تولد عنه إلا أنه لا يقال ابن إلا لبنوة الصلب وإن جازت بنوة التبني ولكن قول الله أولى في قوله ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله ولا نشك أن الغيرة حكمت أن يقال
الولد للفراش
ما لم ينفه صاحب الفراش فبنوة التبني بالاصطفاء والمرتبة ولفظة الابن هي المنهي عنها إلا أنه وردت رائحة في التبني في قوله لَوْ أَرادَ الله أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ بل أداة إضراب هُوَ الله الْواحِدُ الْقَهَّارُ وهنا في المصطفى إشكال من هو المصطفى فقد يحتمل أن يريد محل الولد ليظهر فيه الولد بالتوجه الإلهي في الصورة البشرية في عين الرائي كجبريل حين تمثل لمريم بَشَراً سَوِيًّا ف قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا وهنا سر أيضا فابحث عليه فقال لها جبريل إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ جئتك
لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا لما أحصنت فرجها نفح فيها روحا من أمره فينسب إليه ف قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ الله قاتَلَهُمُ الله أَنَّى يُؤْفَكُونَ وقد يريد بالاصطفاء التبني والله أعلم ما أراد من ذلك هل المجموع أو أحد الأمرين
![]() |
![]() |





