الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (506): [الترائي في المرائي‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[الترائي في المرائي‏]

ومن ذلك الترائي في المرائي‏

إن المرآة ترينا ما يقوم بنا *** من التغير فيما تحمل الصور

لقد تحيرت فيما قد خلقت له *** وما لنا منزل لكن لنا سور

قال يحفظ في رؤية صور التجلي في صور الموجودات فإن الله ما ضرب لك المثل في الدنيا بتجلى الصور في المرآة من الناظر ويتجلى ما في المرآة في مرآة غيرها قلت أو كثرت سدى فاعرف إذا رأيت صورة في مرآة هل هي صورة من مرآة أخرى أم هي صورة لا من مرآة ثم أنظر في المرائي واعتدالها والأقوم منها وانظر إلى مرآة وجودك فإن كانت اعدل المرائي ولا تكن فإن الأنبياء عليه السلام أعدل مرآة منك ثم لتعلم إن الأنبياء قد فضل بعضهم بعضا فلا بد أن يكون مرائهم متفاضلة وأفضل المرائي وأعدلها وأقومها مرآة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فتجلى الحق فيها أكمل من كل تجل يكون فاجهد أن تنظر إلى الحق المتجلي في مرآة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لينطبع في مرآتك فترى الحق في صورة محمدية برؤية محمدية ولا تراه في صورتك كما قال الرجل للذي قال رأيت الله فأغناني عن رؤية أبي يزيد فقال له الرجل لأن ترى أبا يزيد مرة خير لك من أن ترى الله ألف مرة فلما رآه ذلك المستغني مات فقيل لأبي يزيد خبره فقال أبو يزيد كان الحق يتجلى له على قدره فلما رآنا تجلى الحق له على قدرنا فلم يطق فمات من حينه والحكاية مشهورة وذلك عين ما أشرنا إليه‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!