الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (478): [من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى‏]

ومن ذلك من كانَ في هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ في الْآخِرَةِ أَعْمى‏ قال كما تكون‏

اليوم كذلك تكون غدا فاجهد أن تكون هنا ممن أبصر الأمور على ما هي عليه دليلك على ذلك أن الذي خلقه الله أعمى وهو المسمى بالأكمه إذا نام لا يرى في النوم كما لا يرى في اليقظة والأعمى إذا نام أعمى استيقظ أعمى والنوم موت أصغر فهو عين الموت من حيث إن الحضرة التي ينتقل إليها النائم هي بعينها التي ينتقل إليها الميت سواء واليقظة بعد النوم كالبعث بعد الموت ومن كانَ في هذِهِ أَعْمى‏ فَهُوَ في الْآخِرَةِ أَعْمى‏ وأَضَلُّ سَبِيلًا أي أشد عمى وهذه أخوف آية عند العارف إلا إن ثم شيئا أنبهك عليه وهو أنه لو كان هنا أعمى ومات أعمى لكان في الآخرة أعمى ولكن لا يكون أحد هنا أعمى قبل الانتقال ولو بنفس واحد ولكن الذي خلق أعمى لا من عمي بعد أن أبصر فإن الغطاء لا بد أن ينكشف فيبصر فما يموت الميت إلا بصيرا وعالما بما إليه بصير فيحشر على ذلك فافهم ومن ذلك أمر فامتثل ونهي فعدل قال العبد طائع في جميع حركاته وسكناته فإنه قابل كل ما يوجده الحق فيه من التكوين من حركة وسكون في الظاهر والباطن فالذي يخلق فيه إذا أمر بالتكوين فيه امتثل أمر ربه وإذا أراد أمرا ما ونهي عنه عدل عن إرادته إلى ما كون فيه فإن كون فيه ما يكون حكمه المخالفة لما أمره الشارع ونهاه عنه نسبت إليه المخالفة في عين الموافقة وهي نكتة غريبة لا يشعر بها فإن قبول المخالفة موافقة ومن كان هذا مشهده لا يشقى لا في الدنيا ولا في الآخرة فلا أطوع من الخلق لا وأمر الحق أي لقبول ما أمر الحق بتكوينه فيه ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ وليست الأوامر التي أوجبنا طاعتها إلا الأوامر الإلهية لا الأوامر الواردة على ألسنة الرسل فإن الآمر من الخلق طائع فيما أمر لأنه لو لم يؤمر بأن يأمر ما أمر فلو أن الذي أمره يسمع المأمور بذلك الأمر أمره لامتثل فإن أمر الله لا يعصى إذا ورد بغير الوسائط


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!