الفتوحات المكية

أسرار الفتوحات المكية

وهو الباب 559 الذي لخص فيه الشيخ الأكبر موسوعة الفتوحات المكية وأسرار أبوابها الخمسمائة والستين

الباب التاسع والخمسين وخمسمائة من الفتوحات (ج4: ص326-444)، وهو يمثل السفرين الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين وفق مخطوطة قونية، وهو يتحدث عن أسرار أبواب الفتوحات، وهناك مخطوطات لهذا الكتاب بعنوان: منتخب من أسرار الفتوحات المكية، أو: ملخص أسرار الفتوحات. فهذا الباب، أو الكتاب، يمثّل خلاصة أبواب الكتاب كلّها، وقد خصّ الشيخ كل باب بعبارة مختصرة تلخصه وكان يشير في البداية إلى رقم الباب ثم توقّف عن ذلك، مما يستدعي دراسة وبحثاً دقيقاً يمكننا من ربط بقية الأبواب بما ورد في هذا الباب

من أسرار الباب (462): [الرؤية حجاب وهي الباب‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[الرؤية حجاب وهي الباب‏]

ومن ذلك الرؤية حجاب وهي الباب قال ليس للمعرفة باب إلا الرؤية فإنه لا شي‏ء أوضح منها إلا أنها حجاب على قدر المرئي وذلك لسبب وهو الشبه فإن الرأي أي راء كان ما يرى في المرئي إلا صورته حقا كان أو خلقا فلا يعرف قدر المرئي إلا أن عرف ما رأى وأن الذي سماه مرئيا إنما هو مرئي فيه ما هو مرئي والمرئي صورته فما طرأ عليه غريب يستعد للعمل معه بقدره إلا إن ثم نكتة وهي أن المحل الذي رأى صورته فيه كست تلك الصورة المرئية حالا لم يكن لها إذ لم يكن لها المجلى فلا بد أن يعامل ما رأى بما ينبغي لهذا الحكم فتحقق ومن ذلك لا يرى السكينة إلا من حقق تمكينه قال كل مدرك بقوة من القوي الظاهرة والباطنة التي في الإنسان فإنه يتخيل وإذا تخيله سكن إليه فلا يقع السكون إلا لمتخيل من متخيل وجميع العقائد كلها تحت هذا الحكم‏

في الخبر الصحيح اعبد الله كأنك تراه‏

فلهذا كانت عقائد والعقائد محلها الخيال وإن قام الدليل على أن الذي اعتقده ليس بداخل ولا خارج ولا يشبه شيئا من المحدثات فإنه لا يسلم من الخيال أن يضبط أمرا لأن نشأة الإنسان تعطي ذلك والحكم تابع لذات الحاكم بقبول ما يعطيه المحكوم عليه وليس المحكوم عليه هنا إلا المتخيل وهو المعتقد فانظر ما أخفى وأقوى سريان الخيال في الإنسان فما سلم إنسان من خيال ولا وهم وكيف يسلم ولا خروج للعقل عن هذه الإنسانية فلو انعدمت انعدم هذا الحكم فهو يوجد ما وجدت‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!