Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية)

(وصية)

الفضيل بن عياض أمير المؤمنين روينا أن أمير المؤمنين هارون الرشيد حج ومعه الفضل بن الربيع قال أتاني أمير المؤمنين فخرجت إليه مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك فقال ويحك قد كان ذلك في نفسي فانظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فقال من ذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك قال له خذ لما جئناك له رحمك الله فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم فقال اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله انظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا عبد الرزاق فذكر مثل ما جرى له مع سفيان وقال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله فقلت هاهنا الفضيل بن عياض فقال امش بنا إليه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن يرددها قال اقرع الباب فقرعت فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين فقلت سبحان الله أ ما عليك طاعة فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت فدخلنا فجعلنا نحول عليه بأيدينا فسبقت كف أمير المؤمنين قبلي إليه فقال يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عز وجل فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له رحمك الله فقال له إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعي سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال له سالم بن عبد الله إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن فطرك منها الموت وقال له محمد بن كعب إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا ووسطهم عندك أخا وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حيوة إن أردت النجاة

غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت وإني أقول لك يا هارون إني أخاف عليك أشد الخوف يوم تزل فيه الاقدام فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشى عليه فقلت له ارفق يا أمير المؤمنين فقال تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم أفاق فقال له زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب إليه يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد وإياك أن ينصرف بك من عند الله عز وجل فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له ما أخرجك قال خلعت قلبي بكتابك لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين‏

إن العباس عم المصطفى صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال يا رسول الله أمرني على إمارة فقال له إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل‏

فبكى هارون بكاء شديدا وقال له زدني رحمك الله قال يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه فافعل وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة

فبكى هارون وقال له عليك دين قال نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني والويل لي إن ناقشني والويل لي إن لم ألهم حجتي قال إنما أعني من دين العباد قال إن ربي لم يأمرني بهذا وقد قال عز وجل إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ فقال له هذه ألف دينار خذها وأنفقها على عيالك وتقوى بها على عبادتك فقال سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك ثم صمت فلم يكلمنا فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب قال لي هارون إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا هذا سيد المسلمين فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت له يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال لفرجت عنا به فقال لها مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه فأكلوا لحمه فلما سمع هارون هذا الكلام قال ندخل فعسى أن يقبل المال فلما علم الفضيل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة فجاء هارون فجلس إلى جنبه فجعل يكلمه ولا يجيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت يا هذا قد آذيت الشيخ هذه الليلة فانصرف رحمك الله فانصرفنا وقال رجل لذي النون المصري دلني على طريق الصدق والمعرفة فقال يا أخي أد إلى الله صدق حالك التي أنت عليها على موافقة الكتاب والسنة ولا ترق حيث لا ترق فتزل قدمك فإنه إذا دل بك لم تسقط وإذا ارتقيت أنت تسقط وإياك أن تترك ما تراه يقينا لما ترجوه شكا

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!