و تلك الضربة أعطاه اللّٰه فيها ما ذكره من العلم و يعني بذلك العلم بالله فإن العلم بغير اللّٰه تضييع الوقت فإن اللّٰه ما خلق العالم إلا له و لا سيما هذا المسمى بالإنس و الجن فإنه نص عليه إنه خلقه لعبادته و ذكر عن كل شيء أنه ﴿يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44] فمن علم اللّٰه بمثل هذا العلم علم إن كل نطق في العالم كان ذلك النطق ما كان مما يحمد أو يذم أنه تسبيح بوجه لله بحمده أي فيه ثناء على اللّٰه لا شك في ذلك و مثل هذا العلم بحمد اللّٰه حصل لنا من هذه الحضرة و لكن ما يعرف صورة تنزيله علما بحمد اللّٰه و الثناء عليه إلا من اختصه اللّٰه بوهب هذه الحضرة على الكمال فيسب إنسان إنسانا و هو عند هذا السامع صاحب هذا المقام تسبيح بحمد اللّٰه فيؤجر السامع و يأثم القائل و القول عينه و هذا من العلم اللطيف الذي يخفى على أكثر الناس و هو في العلوم بمنزلة أسماء الأشياء كلها إنها أسماء اللّٰه في قوله ﴿يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ﴾ [فاطر:15]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية