من كل حق قائم بحقيقة *** يأتيك مملوكا بغير شراء
[نشأة الكون و ظهور الكائنات]
ثم شرعت في الكلام بلسان العلام فقلت و أشرت إليه صلى اللّٰه عليه و سلم حمدت من أنزل عليك الكتاب المكنون الذي ﴿لاٰ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة:79] المنزل بحسن شيمك و تنزيهك عن الآفات و تقديسك فقال في سورة ن ﴿(بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ) ن وَ الْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ مٰا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَ إِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ فَسَتُبْصِرُ وَ يُبْصِرُونَ﴾ ثم غمس قلم الإرادة في مداد العلم و خط بيمين القدرة في اللوح المحفوظ المصون كل ما كان و ما هو كائن و سيكون و ما لا يكون مما لو شاء و هو لا يشاء أن يكون لكان كيف يكون من قدره المعلوم الموزون و علمه الكريم المخزون ف ﴿سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ﴾ [الصافات:180] ذلك اللّٰه الواحد الأحد فتعالى عما أشرك به المشركون فكان أول اسم كتبه ذلك القلم الأسمى دون غيره من الأسماء إني أريد أن أخلق من أجلك يا محمد العالم الذي هو ملكك فأخلق جوهرة الماء فخلقتها دون حجاب العزة الأحمى و أنا على ما كنت عليه و لا شيء معي في عما فخلق الماء سبحانه بردة جامدة كالجوهرة في الاستدارة و البياض و أودع فيها بالقوة ذوات الأجسام و ذوات الأعراض ثم خلق العرش و استوى عليه اسمه الرحمن و نصب الكرسي و تدلت إليه القدمان فنظر بعين الجلال إلى تلك الجوهرة فذابت حياء و تحللت أجزاؤها فسألت ماء ﴿وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى﴾ [هود:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية