«فأنذرتكم» خوفتكم يا أهل مكة «نارا تلظى» بحذف إحدى التاءين من الأصل وقريء بثبوتها، أي تتوقد.
وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15)
فهو أشقى ما دام يصلى النار الكبرى - راجع سورة الأعلى آية 11 - .
------------
(15) الفتوحات ج 4 /
290
وقوله : ( فأنذرتكم نارا تلظى ) قال مجاهد : أي توهج .
قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، سمعت النعمان بن بشير يخطب يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب يقول : " أنذركم النار [ أنذرتكم النار ، أنذرتكم النار ] حتى لو أن رجلا كان بالسوق لسمعه من مقامي هذا . قال : حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه .
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، حدثني أبو إسحاق : سمعت النعمان بن بشير يخطب ويقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منها دماغه " .
رواه البخاري
وقال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ، ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا ، وإنه لأهونهم عذابا " .
قوله تعالى {فأنذرتكم} أي حذرتكم وخوفتكم. {نارا تلظى} أي تلهب وتتوقد وأصله تتلظى. وهي قراءة عبيد بن عمير، ويحيى بن يعمر، وطلحة بن مصرف. {لا يصلاها} أي لا يجد صلاها وهو حرها. {إلا الأشقى} أي الشقي. {الذي كذب} نبي اللّه محمدا صلى اللّه عليه وسلم.{وتولى} أي أعرض عن الإيمان. وروى مكحول عن أبي هريرة قال : كل يدخل الجنة إلا من أباها. قال : يا أبا هريرة، ومن يأبىّ أن يدخل الجنة؟ قال : الذي كذب وتولى. وقال مالك : صلى بنا عمر بن عبدالعزيز المغرب، فقرأ {والليل إذا يغشى} فلما بلغ {فأنذرتكم نارا تلظى} وقع عليه البكاء، فلم يقدر يتعداها من البكاء، فتركها وقرأ سورة أخرى. وقال : الفراء {إلا الأشقى} إلا من كان شقيا في علم اللّه جل ثناؤه. وروى الضحاك عن ابن عباس قال {لا يصلاها إلا الأشقى} أمية بن خلف ونظراؤه الذين كذبوا محمدا صلى اللّه عليه وسلم. وقال قتادة : كذب بكتاب اللّه، وتولى عن طاعة اللّه. وقال الفراء : لم يكن كذب برد ظاهر، ولكنه قصر عما أمر به من الطاعة؛ فجعل تكذيبا، كما تقول : لقي فلان العدو فكذب : إذا نكل ورجع عن اتباعه. قال : وسمعت أبا ثروان يقول : إن بني نمير ليس لجدهم مكذوبة. يقول : إذا لقوا صدقوا القتال، ولم يرجعوا. وكذلك قوله جل ثناؤه {ليس لوقعتها كاذبة}[
الواقعة : 2] يقول : هي حق. وسمعت سلم بن الحسن يقول : سمعت أبا إسحاق الزجاج يقول : هذه الآية التي من أجلها قال أهل الإرجاء بالإرجاء، فزعموا أنه لا يدخل النار إلا كافر؛ لقوله جل ثناؤه {لا يصلاها إلا الأشقى. الذي كذب وتولى} وليس الأمر كما ظنوا. هذه نار موصوفة بعينها، لا يصلى هذه النار إلا الذي كذب وتولى. ولأهل النار منازل؛ فمنها أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار؛ واللّه سبحانه كل ما وعد عليه بجنس من العذاب فجائز أن يعذب به. وقال جل ثناؤه {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}[
النساء : 48]، فلو كان كل من لم يشرك لم يعذب، لم يكن في قوله {ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فائدة، وكان {ويغفر ما دون ذلك} كلاما لا معنى له. الزمخشري : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل : الأشقى، وجعل مختصا بالصلى، كأن النار لم تخلق إلا له وقيل : الأتقى، وجعل مختصا بالجنة، كأن الجنة لم تخلق إلا له وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف. وأبو بكر رضي اللّه عنه.
فحذَّرتكم- أيها الناس- وخوَّفتكم نارًا تتوهج، وهي نار جهنم.
{ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى } أي: تستعر وتتوقد.
"فأنذرتكم": يا أهل مكة، "ناراً تلظى"، أي: تتلظى، يعني تتوقد وتتوهج.
(فَأَنْذَرْتُكُمْ) الفاء حرف استئناف وماض وفاعله ومفعوله الأول (ناراً) مفعول به ثان والجملة مستأنفة لا محل لها.
(تَلَظَّى) مضارع فاعله مستتر والجملة صفة نارا.
Traslation and Transliteration:
Faanthartukum naran talaththa
Therefor have I warned you of the flaming Fire
Artık sizi korkuttum alevalev parlayan ateşle.
Je vous ai donc avertis d'un Feu qui flambe
Also ICH warnte euch vor einem Feuer, das lodert,
 |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الليل (Al-Lail - The Night) |
ترتيبها |
92 |
عدد آياتها |
21 |
عدد كلماتها |
71 |
عدد حروفها |
312 |
معنى اسمها |
(الْلَّيلُ): مَا يَعْقُبُ النَّهَارَ مِنَ الظَّلَامِ، وَوَقْتُهُ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِهَا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالْلَّيلِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْلَّيلِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ |
مقاصدها |
بَيَانُ سَعْيِ الْإِنْسَانِ وَعَمَلِهِ وَمَآلِهِ فِي الْآخِرَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (اللَّيْلِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عن الْإِنْسَانِ، فَنَاسَبَ تَتَابُعْهُمَا، كَتَعَاقُبِ الْلَّيلِ بَعْدَ النَّهَارِ |