«وما» نافية «يغني عنه ماله إذا تردَّى» في النار.
وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15)
فهو أشقى ما دام يصلى النار الكبرى - راجع سورة الأعلى آية 11 - .
------------
(15) الفتوحات ج 4 /
290
وقوله : ( وما يغني عنه ماله إذا تردى ) قال مجاهد : أي إذا مات . وقال أبو صالح ، ومالك عن زيد بن أسلم : إذا تردى في النار .
قوله تعالى {وما يغني عنه ماله إذا تردى} أي مات. يقال : ردي الرجل يردي ردي : إذا هلك. قال : صرفت الهوى عنهن من خشية الردى وقال أبو صالح وزيد بن أسلم {إذا تردى} : سقط في جهنم؛ ومنه المتردية. ويقال : ردي في البئر وتردى : إذا سقط في بئر، أو تهور من جبل. يقال : ما أدري أين ردي؟ أي أين ذهب. و{ما} : يحتمل أن تكون جحدا؛ أي ولا يغني عنه ماله شيئا؛ ويحتمل أن تكون استفهاما معناه التوبيخ؛ أيْ أيّ شيء يغني عنه إذا هلك ووقع في جهنم! {إن علينا للهدى} أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلالة. فالهدى : بمعنى بيان الأحكام، قاله الزجاج. أي على اللّه البيان، بيان حلال وحرامه، وطاعته ومعصيته؛ قال قتادة. وقال الفراء : من سلك الهدى فعلى اللّه سبيله؛ لقوله {وعلى الله قصد السبيل}[
النحل : 9] يقول : من أراد اللّه فهو على السبيل القاصد. وقيل : معناه إن علينا للهدى والإضلال، فترك الإضلال؛ كقوله {بيدك الخير}[
آل عمران : 26]، و{بيده ملكوت كل شيء}[
يس : 83]. وكما قال {سرابيل تقيكم الحر}[
النحل : 81] وهي تقي البرد؛ عن الفراء أيضا. وقيل : أي إن علينا ثواب هداه الذي هديناه. {وإن لنا للآخرة والأولى} {للآخرة} الجنة. {والأولى} الدنيا. وكذا روى عطاء عن ابن عباس. أي الدنيا والآخرة لله تعالى. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : ثواب الدنيا والآخرة، وهو كقوله تعالى {من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة}[
النساء : 134] فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق.
وأما مَن بخل بماله واستغنى عن جزاء ربه، وكذَّب بـ"لا إله إلا الله" وما دلت عليه، وما ترتب عليها من الجزاء، فسنُيَسِّر له أسباب الشقاء، ولا ينفعه ماله الذي بخل به إذا وقع في النار.
{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ } الذي أطغاه واستغنى به، وبخل به إذا هلك ومات، فإنه لا يصحبه إلا عمله الصالح .
وأما ماله [الذي لم يخرج منه الواجب] فإنه يكون وبالًا عليه، إذ لم يقدم منه لآخرته شيئًا.
"وما يغني عنه ماله"، الذي بخل به، "إذا تردى"، قال مجاهد: إذا مات. وقال قتادة وأبو صالح: هوى في جهنم.
(وَما) الواو حرف استئناف (وَما) نافية (يُغْنِي) مضارع مرفوع (عَنْهُ) متعلقان بالفعل (مالُهُ) فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها.
(إِذا) ظرف زمان (تَرَدَّى) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.
Traslation and Transliteration:
Wama yughnee AAanhu maluhu itha taradda
His riches will not save him when he perisheth.
Ve helak olduğu zaman malı, ona bir fayda vermez.
et à rien ne lui serviront ses richesses quand il sera jeté (au Feu).
Und sein Vermögen nützt ihm nicht, wenn er zugrundegeht.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الليل (Al-Lail - The Night) |
ترتيبها |
92 |
عدد آياتها |
21 |
عدد كلماتها |
71 |
عدد حروفها |
312 |
معنى اسمها |
(الْلَّيلُ): مَا يَعْقُبُ النَّهَارَ مِنَ الظَّلَامِ، وَوَقْتُهُ مِنْ مَغْرِبِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِهَا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالْلَّيلِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْلَّيلِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ |
مقاصدها |
بَيَانُ سَعْيِ الْإِنْسَانِ وَعَمَلِهِ وَمَآلِهِ فِي الْآخِرَةِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (اللَّيْلِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ):السُّوَرَتَانِ مَوْضُوْعُهُمَا وَاحِدٌ عن الْإِنْسَانِ، فَنَاسَبَ تَتَابُعْهُمَا، كَتَعَاقُبِ الْلَّيلِ بَعْدَ النَّهَارِ |