﴿هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام:18] و ﴿هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك:2] فلو كشف لكل أحد ما كشفه لبعض العالم لم يكن غفورا و لا كان فضل لأحد على أحد إذ لا فضل إلا بمزيد العلم كان بما كان فالعالم كله فاضل مفضول فاشترك أعلى العلماء مع أنزلهم في علم الصنعة فالعالم صنعة اللّٰه و العلم بصنعة الحياكة علم الحائك و هو صنعته و ذلك في العموم أنزل العلوم و في الخصوص علم الصنعة أرفع العلوم لأنه بالصنعة ظهر الحق في الوجود فهي أعظم دليل و أوضح سبيل و أقوم قيل و من هنا ظهر خواص اللّٰه الأكابر في الحكم بصورة العامة فجهلت مرتبتهم فلا يعرفهم سواهم و ما لهم مزية في العالم بخلاف أصحاب الأحوال فإنهم متميزون في العموم مشار إليهم بالأصابع لما ظهر عليهم بالحال من خرق العوائد و أهل اللّٰه اتقوا من ذلك لاشتراك غير الجنس معهم في ذلك فأهل اللّٰه معلومون بالمقام مجهولون بالشهود لا يعرفون كما أن اللّٰه الذي هو لأهله معلوم بالفطرة عند كل أحد مجهول عنده بالعقل و الشهود فلو تجلى له ما عرفه بل لم يزل متجليا على الدوام لكنه غير معلوم إلا عند أهله و خاصته و هم أهل القرآن أهل الذكر الذين أمرنا اللّٰه أن نسألهم لأنهم ما يخبرون إلا عنه قال تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية