فالعالم اليوم كله نائم من ساعة مات رسول اللّٰه ﷺ يرى نفسه حيث هي صورة محمد ﷺ إلى أن يبعث و نحن بحمد اللّٰه في الثلث الأخير من هذه الليلة التي العالم نائم فيها و لما كان تجلى الحق في الثلث الأخير من الليل و كان تجليه يعطي الفوائد و العلوم و المعارف التامة على أكمل وجوهها لأنها عن تجل أقرب لأنه تجل في السماء الدنيا فكان علم آخر هذه الأمة أتم من علم وسطها و أولها بعد موت رسول اللّٰه ﷺ لأن النبي ﷺ لما بعثه اللّٰه بعثه و الشرك قائم و الكفر ظاهر فلم يدع القرن الأول و هو قرن الصحابة إلا إلى الايمان خاصة ما أظهر لهم مما كان يعلمه من العلم المكنون و أنزل عليه القرآن الكريم و جعله يترجم عنه بما يبلغه أفهام عموم ذلك القرن فصور و شبه و نعت بنعوت المحدثات و أقام جميع ما قاله من صفة خالقه مقام صورة حسية مسواة معدلة ثم نفخ في هذه الصورة الخطابية روحا لظهور كمال النشأة فكان الروح ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية