Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


من وجه، فقيل فيه من طريق التحقيق‏ «هُوَ يُحْيِ الْمَوْتى‏»، وقيل فيه من طريق التوهم‏ «فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً «1» بِإِذْنِي» فالعامل في المجرور «يكون» لا قوله‏ «2» «تنفخ». ويحتمل أن يكون العامل فيه تنفخ، فيكون طائراً من حيث صورته الجسمية الحسية «7». وكذلك‏ «تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ والْأَبْرَصَ» وجميع ما ينسب‏ «3» إليه وإلى إذْنِ الله وإذْنِ الكناية في مثل قوله‏ بِإِذْنِي‏ وبِإِذْنِ‏ «4» االله‏.

فإذا تعلق المجرور «بتنفخ» فيكون النافخ مأذوناً له في النفخ ويكون الطائر عن‏ «5» النافخ بإذن الله. وإذا كان النافخ نافخاً لا عن الإذن، فيكون التكوين للطائر طائراً بإذن الله، فيكون العامل عند ذلك «يكون». فلو لا أن في الأمر توهماً وتحققاً ما قَبِلَتْ هذه الصورة هذين الوجهين. بل لها هذان الوجهان لأن النشأة العيسوية تعطي ذلك. وخرج عيسى من التواضع إلى أن شُرِّعَ لأمته أن‏ «يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وهُمْ صاغِرُونَ» وأن أحدهم إذا لطم في خده وضع الخدَّ الآخر لمن لطمه، ولا يرتفع عليه ولا يطلب القصاص منه. هذا له من جهة أمه، إذ المرأة لها السِّفَل، فلها التواضع لأنها تحت الرجل حكماً وحساً. وما كان فيه من قوة الإحياء والإبراء فمن جهة نفخ جبريل في صورة البشر. فكان عيسى يحيي الموتى بصورة البشر. ولم يأت جبريل في صورة البشر وأتى في صورة غيرها من صور الأكوان العنصرية من حيوان أو نبات أو جماد لكان عيسى لا يحيى إلا حتى يتلبس بتلك الصورة ويظهر فيها. ولو أتى جبريل أيضاً بصورته النورية الخارجة عن العناصر والأركان- إذ لا يخرج عن طبيعته «8» لكان‏


(1) «ا» و«ب»: طائر

(2) «ن» و«ب»: ساقطة

(3) «ب» و«ن»: نسب‏

(4) ن: وإذن‏

(5) ن: من.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!