﴿إِذْ رَمَيْتَ﴾ [الأنفال:17] فتضرر فإن نفا أضر بصاحبه و إن أثبت أضر بنفسه و لا بد من نفي و إثبات فلا بد من الضرر فهو الضار للصورتين لاحدية الصورة فإنه إذا نزل فيها أحدهما ارتحل الآخر حكما فإن ظلم نفسه أضر بها و إن ظلم لنفسه أضر بمثله و ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] إلا هو و هذه حضرة سرها دقيق لأنها بين الحق و الإنسان الكامل فكل ضرر في الكون فليس إلا منع الغرض أن يكون و هو عرض بالنظر إلى هذا الأصل و هو محقق في هذه العين قد نبه الشارع على إن الأولى و الآخرة ضرتان إن أسخطت الواحدة أرضيت الأخرى و الذات الأولى معلومة و الذات الأخرى أيضا معلومة ﴿وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ﴾ [الضحى:4] فإنها عين كونك من الأولى لأنها تفنيك بظهورها و تردك إلى حكم العدم و الآخرة لا تفني الأولى و لكن تندرج الأولى فيها إذا كان الظهور للآخرة فالأولى لا تمييز فيها فتجمع بين الضدين و الآخرة ليست كذلك فبهذا تميزت عن الأولى ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى:7] فيلتذ المعذب بالعذاب القائم به في الدنيا لأنه على صورة الأولى في الجمع بين الضدين و في الآخرة ما له هذا الحكم ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾ [الشورى:7]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية