﴿آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ﴾ و ما سمى اللّٰه ليرفع اللبس و الشك إذ قدم علم الحاضرون أن بنى إسرائيل ما آمنت إلا بالإله الذي جاء موسى و هارون من عنده إليهم فلو قال آمنت بالله و هو قد قرر إنه ما علم لقومه من إله غيره لقالوا لنفسه شهد لا للذي أرسل موسى إلينا كما شهد اللّٰه لنفسه فرفع هذا اللبس بما قاله و أما تحقيق هذه المسألة فما يعرف ذلك إلا من يعرف مرتبة الطبيعة من الأمر الإلهي فإن المرأة من الرجل بمنزلة الطبيعة من الأمر الإلهي لأن المرأة محل وجود أعيان الأبناء كما إن الطبيعة للأمر الإلهي محل ظهور أعيان الأجسام فيها تكونت و عنها ظهرت فأمر بلا طبيعة لا يكون و طبيعة بلا أمر لا تكون فالكون متوقف على الأمرين و لا تقل إن اللّٰه قادر على إيجاد شيء من غير إن ينفعل أمر آخر فإن اللّٰه يرد عليك في ذلك بقوله ﴿إِنَّمٰا قَوْلُنٰا لِشَيْءٍ إِذٰا أَرَدْنٰاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [النحل:40]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية