﴿بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:1] أي باسم اللّٰه الرحمن الرحيم ظهر العالم و اختص الثلاثة الأسماء لأن الحقائق تعطي ذلك فالله هو الاسم الجامع للأسماء كلها و الرحمن صفة عامة فهو رحمن الدنيا و الآخرة بها رحم كل شيء من العالم في الدنيا و لما كانت الرحمة في الآخرة لا تختص إلا بقبضة السعادة فإنها تنفرد عن أختها و كانت في الدنيا ممتزجة يولد كافرا و يموت مؤمنا أي ينشأ كافرا في عالم الشهادة و بالعكس و تارة و تارة و بعض العالم تميز بإحدى القبضتين بأخبار صادق فجاء الاسم الرحيم مختصا بالدار الآخرة لكل من آمن و تم العالم بهذه الثلاثة الأسماء جملة في الاسم اللّٰه و تفصيلا في الاسمين الرحمن الرحيم فتحقق ما ذكرناه فإني أريد أن أدخل إلى ما في طي البسملة و الفاتحة من بعض الأسرار كما شرطناه فلنبين و نقول
[رمزية الباء]
بسم بالباء ظهر الوجود و بالنقطة تميز العابد من المعبود قيل للشبلي رضي اللّٰه عنه أنت الشبلي فقال أنا النقطة التي تحت الباء و هو قولنا النقطة للتمييز و هو وجود العبد بما تقتضيه حقيقة العبودية و كان الشيخ أبو مدين رحمه اللّٰه يقول ما رأيت شيئا إلا رأيت الباء عليه مكتوبة فالباء المصاحبة للموجودات من حضرة الحق في مقام الجمع و الوجود أي بي قام كل شيء و ظهر و هي من عالم الشهادة هذه الباء بدل من همزة الوصل التي كانت في الاسم قبل دخول الباء و احتيج إليها إذ لا ينطق بساكن فجلبت الهمزة المعبر عنها بالقدرة محركة عبارة عن الوجود ليتوصل بها إلى النطق الذي هو الإيجاد من إبداع و خلق بالساكن الذي هو العدم و هو أوان وجود المحدث بعد أن لم يكن و هو السين فدخل في الملك بالميم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية