إلا أنه لم يقل منه فقد يمكن أن يكون هذه من التوسل و تلك الصفة إما موهوبة أو مكتسبة و لم يعينها رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و لا حجرها على واحد بعينه و لم يقل إنها لا تنبغي إلا لمن هو أفضل عند اللّٰه من البشر و نحن نعلم أنه أفضل الناس عند اللّٰه بما نص على نفسه فكان يكون ذلك تحجيرا و لم ينص أيضا في وحدانية ذلك الشخص هل هو واحد لعينه أو واحد تلك الصفة فتكون الأحدية لتلك الصفة و لو ظهرت في ألف لكان كل واحد من الألف له الوسيلة لأن تلك الصفة تطلبها فلما لم يقع من الشارع شيء من هذا كله ساغ لنا أن نطلبها لأنفسنا و لكن يمنعنا من ذلك الإيثار و حسن الأدب مع اللّٰه في حق رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم الذي اهتدينا بهديه و قد طلب منا أن نسأل اللّٰه له الوسيلة فتعين علينا أدبا و إيثارا و مروءة و مكارم خلق أن لو كانت لنا لوهبناها له إذ كان هو الأولى بالأفضل من كل شيء لعلو منصبه و ما عرفناه من منزلته عند اللّٰه
[قيمة المثل في الحكم المشروع]
و نرجوا بهذا أن يكون لنا في الجنة ما يماثل تلك الدرجة مثل قيمة المثل عندنا في الحكم المشروع في الدنيا و ذلك أن بيننا و بينه صلى اللّٰه عليه و سلم أخوة الايمان و إن كان هو السيد الذي لا يقاوم و لا يكاثر و لكن قد انتظم معنا في سلك الايمان فقال تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات:10] و «ثبت في الشرع أن الإنسان إذا دعي لأخيه بظهر الغيب قال الملك له و لك بمثله و لك بمثليه» فإذا دعونا له بالوسيلة و هو غائب عنا قال الملك و لك بمثله فهي له و المثل للداعي فينال من درجات مجموعه ما يناله صاحب الوسيلة من الوسيلة مثل قيمة المثل لأن الوسيلة لا مثل لها أي ما ثم درجة واحدة تجمع ما جمعت الوسيلة و إن كانت ما جمعت الوسيلة متفرقا في درجات متعددة و لكن للوسيلة خاصية الجمع
(السؤال الرابع و التسعون)فأين محل من يكون محقا
الجواب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية