Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«الحق حضرة الاسم الحق»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[64] - «الحق حضرة الاسم الحق»

الحق بالحق أفنيه وأثبته *** فالحق ما بين إعدام وإثبات‏

لو لا الوجود ولو لا سر حكمته *** ما كان يعبد في العزى وفي اللات‏

إن الأمور التي بها يقيدني *** بها يسر حتى في الحال والآتي‏

إن الذي قد مضى إلى مرجعه *** لما لديه من أمراض وآفات‏

والله لو علمت نفسي بمن كلفت *** ما كنت أفرح بالفاني إذا يأتي‏

[إن الحق عين الوجود]

يدعى صاحبها عبد الحق قال تعالى فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ وليس إلا الخلق والضلال الحيرة وبالخلق ظهر حكم الضلال‏

فعين وجود الحق نور محقق *** وعين وجود الخلق ظل له تبع‏

فالحق عين الوجود والخلق قيده بالإطلاق فالخلق قيد مقيد فلا حكم الإله وبه والحق الحاكم ولا يحكم إلا بالحق فحق الحق عين الخلق فإني تصرفون والأمر كما قلناه وما سمي خلقا إلا بما يخلق منه فالخلق جديد وفيه حقيقة الاختلاق لأنك تنظر إليه من وجه فتقول هو حق وتنظر إليه من وجه فتقول هو خلق وهو في نفسه لا حق ولا غير حق فإطلاق الحق عليه والخلق كأنه اختلاق فغلب عليه هذا الحكم فسمي خلقا وانفرد الحق باسم الحق إذ كان له وجوب الوجود بنفسه وكان للخلق وجوب الوجود به لا أقول بغيره فإن الغير ما له عين وإن كان له حكم كالنسب لا عين لها ولها الحكم فبالحق خلق السماء والأرض وبالحق أنزل القرآن وبِالْحَقِّ نَزَلَ وللحق نزل ففي الخلق أتاه الخلق لأنه ليل سلخ منه النهار فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ حيارى تايهون ما لهم نور يهتدون به كما جعل الله النجوم لمن يهتدي بها في ظُلُماتِ الْبَرِّ والْبَحْرِ وهو نظر العامة والخواص في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ... صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ تارة يقولون‏

نحن نحن وهو هووتارة يقولون‏

هو نحن ونحن هووتارة يقولون لا نحن نحن مخلصون ولا هو هو مخلص ثم صدق الله هؤلاء الخواص في حيرتهم بقوله لأخص خلقه علما ومعرفة وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى‏ فنفى عين ما أثبت فما أثبت وما نفى فأين العامة من هذا الخطاب فالعلم بالله حيرة والعلم بالخلق حيرة وقد حجر النظر في ذاته وأطلقه في خلقه فالهداة في النظر في الخلق لأنه الهادي وقد هدى والعمي في النظر في الحق فإنه قد حجر وجعله سبيل الردي وهذا خطاب خاطب به العقلاء ما خاطب به أهل الجمع والوجود فما نظر قط أهل الخصوص في اكتساب علم به ولا بمعلوم وإنما جعل لهم أن يهيئوا محالهم ويطهروا قلوبهم حتى يأتي الله بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ من عِنْدِهِ بالفتح فَيُصْبِحُوا عَلى‏ ما أَسَرُّوا في أَنْفُسِهِمْ نادِمِينَ لأنهم عاينوا ما وصلوا إليه بالفتح الإلهي والأمر عين ما انفصلوا عنه ف ما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً بالحيرة وتَسْلِيماً لحكمها ومن هذه الحضرة أثبت أن الباطل شي‏ء قذف بالحق عليه فدمغه فإذا الباطل زاهق ولا يزهق إلا ما له عين أو ما تخيل أن له عينا فلا بد له من رتبة وجودية خيالا كانت أو غير خيال قد اعتنى بها على كل حال ثم إنه من أعظم الحيرة في الحق إن الحق له الوجود الصرف فله الثبوت وصور التجلي حق بلا شك‏

وما لها ثبوت وما لها بقاء *** لكن لها اللقاء فما لها شقاء

ما من صورة ينجلي فيها إلا إذا ذهبت ما لها رجوع ولا تكرار وليس الزهوق سوى عين الذاهب فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ فهل في الحق باطل أو ما هو الباطل وما اذهب الصورة إلا قذف الصورة الأخرى وهي تذهب ذهاب أختها فهي من حيث ورودها حق ومن حيث زهوقها باطل فهي الدامغة المدموغة فصدق من نفي رؤية الحق فإن الحق لا يذهب فإنه إن كانت الصور صورنا فما رأينا إلا أنفسنا ونحن ليس بباطل وقد زهقنا بنا فنحن الحق لأن الله بنا قذف علينا فما أتى علينا إلا منا فالله بالحق قاذف والعبد للحكم الإلهي واقف‏

فالعين مني ومنه *** لها البقاء والثبوت‏

من ذا الذي منه يحيى *** أو من هو منه يميت‏

ومنه مني يحيي *** أو منه مني يموت‏

قد حرت فيه وفينا *** فنحن خرس صموت‏

لا تدعى فيه دعوى *** فإنه ما يفوت‏

أصبحت لله قوتا *** وإنه لي قوت‏

فالأمر دور وهذا *** علمي به ما بقيت‏

فلا تعتمد على من له الزهوق فإنه ما يحصل بيدك منه شي‏ء ولا تعتمد إلا عليك فإن مرجعك إليك وإلى الله ترجعون كما تُرْجَعُ الْأُمُورُ فمن هنا قال من قال من رجال الله أنا الله فأعذروه فإن الإنسان بحكم ما تجلى له ما هو بحكم عينه وما تجلى له غير عينه فسلم واستسلم فالأمر كما شرحته وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ ... ولَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!