Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

الحضرات الإلهية والأسماء ءالحسنى

وهو الباب 558 من الفتوحات المكية

«حضرة الخلق والأمر وهي للاسم الخالق»

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[12] - «حضرة الخلق والأمر وهي للاسم الخالق»

إلى خالق الأرواح أعملت همتي *** لأحظي به والشاهدون حضور

فيا من يراني عاملا متخلقا *** إلا إنني ظل لديه ونور

وإن لم يكن هذا مقالي فإنني *** عبيد له بالعالمين خبير

وإن لم يكن قولي وقلت نيابة *** فإني ورب الراقصات كفور

وإن كان قولي فالوجود محقق *** وإني عليم بالمقال بصير

[الخلق خلقان‏]

يدعى صاحب هذه الحضرة عبد الخالق والخلق خلقان خلق تقدير وهو الذي يتقدم الأمر الإلهي كما قدمه الحق وأخر الأمر عنه فقال تعالى أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ والخلق الآخر بمعنى الإيجاد وهو الذي يساوق الأمر الإلهي وإن تقدمه الأمر الإلهي بالرتبة فالأمر الإلهي بالتكوين بين خلقين خلق تقدير وخلق إيجاد فمتعلق الأمر خلق الإيجاد وستأتي حضرته وهي حضرة الباري ومتعلق خلق التقدير تعيين الوقت لإظهار عين الممكن فيتوقف الأمر عليه وقد ورد كل شي‏ء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس والوقت أمر عدمي لأنه نسبة والنسب لا أعيان لها في الوجود وإنما الأعيان الممكنات الثابتة في حال العدم مرتبة كما وقعت وتقع في الوجود ترتيبا زمانيا وكل عين تقبل تغييرات الأحوال والكيفيات والأعراض وأمثال ذلك عليها فإن الأمر الذي تتغير إليه إلى جانبها متلبسة به فلهذه العين القابلة لهذا الاختلاف في الثبوت أعيان متعددة لكل أمر تتغير إليه عين ثبوتية فهي تتميز في أحوالها وتتعدد بتعدد أحوالها سواء تناهي الأمر فيها أو لا يتناهى وهكذا تعلق بها علم الباري أزلا فلا يوجدها إلا بصورة ما علمه في ثبوتها في حال عدمها حالا بعد حال وحالا في أحوال في الأحوال التي لا تتقابل فإن نسبتها إلى حال ما من الأحوال المتقابلة غير نسبتها إلى الحال التي تقابلها فلا بد أن تثبت لها عين في كل حال وإذا لم تتقابل الأحوال يكون لها عين واحدة في أحوال مختلفة وكذا توجد فالأمر الإلهي يساوق الخلق الإيجادي في الوجود فعين قول كُنْ عين قبول الكائن للتكوين فَيَكُونُ فالفاء في قوله فَيَكُونُ جواب أمره كُنْ وهي فاء التعقيب وليس الجواب والتعقيب إلا في الرتبة كما يتوهم في الحق أنه لا يقول للشي‏ء كن إلا إذا أراده ورأيت الموجودات يتأخر وجود بعضها عن بعض وكل موجود منها لا بد أن يكون مرادا بالوجود ولا يتكون إلا بالقول الإلهي على جهة الأمر فيتوهم الإنسان أو ذو القوة الوهمية أو أمر كثيرة لكل شي‏ء كائن أمر إلهي لم يقله الحق إلا عند إرادته تكوين ذلك الشي‏ء فبهذا الوهم عينه يتقدم الأمر الإيجاد أي الوجود لأن الخطاب الإلهي على لسان الرسول اقتضى ذلك فلا بد من تصوره وإن كان الدليل العقلي لا يتصوره ولا يقول به ولكن الوهم يحضره ويصوره كما يصور المحال ويتوهمه صورة وجودية وإن كانت لا تقع في الوجود الحسي أبدا ولكن‏

لها وقوع في الوهم وكذا هي مفصلة في الثبوت الإمكانى فإن قوة الخيال ما عندها محال أصلا ولا تعرفه فلها إطلاق التصرف في الواجب الوجود والمحال وكل هذا عندها قابل بالذات إمكان التصور وهذه القوة وإن كان لها هذا الحكم فيمن خلقها فهي مخلوقة وهذا الحكم لها وصف ذاتي نفسي لا يكون لها وجود عين فيمن خلقت فيه إلا ولها هذا الحكم فإنه عين نفسها وما حازها إلا هذا النش‏ء الإنساني وبها يرتب الإنسان الأعيان الثبوتية في حال عدمها كأنها موجودة وكذلك هي لأن لها وجودا متخيلا في الخيال ولذلك الوجود الخيالي يقول الحق له كن في الوجود العيني فيكون السامع هذا الأمر الإلهي وجودا عينيا يدركه الحس أي يتعلق به في الوجود المحسوس الحس كما تعلق به الخيال في الوجود الخيالي وهنا حارت الألباب هل الموصوف بالوجود المدرك بهذه الإدراكات العين الثابتة انتقلت من حال العدم إلى حال الوجود أو حكمها تعلق تعلقا ظهوريا بعين الوجود الحق تعلق صورة المرئي في المرآة وهي في حال عدمها كما هي ثابتة منعوتة بتلك الصفة فتدرك أعيان الممكنات بعضها بعضا في عين مرآة وجود الحق والأعيان الثابتة على ترتيبها الواقع عندنا في الإدراك هي على ما هي عليه من العدم أو يكون الحق الوجودي ظاهرا في تلك الأعيان وهي له مظاهر فيدرك بعضها بعضا عند ظهور الحق فيها فيقال قد استفادت الوجود وليس إلا ظهور الحق وهو أقرب إلى ما هو الأمر عليه من وجه والآخر أقرب من وجه آخر وهو أن يكون الحق محل ظهور أحكام الممكنات غير أنها في الحكمين معدومة العين ثابتة في حضرة الثبوت ويكشف المكاشف هذين الوجهين وهو الكشف الكامل وبعضهم لا يكشف من ذلك إلا الوجه الواحد كان ما كان فنطق صاحب كل كشف بحسب ما كشف وليس هذا الحكم إلا لأهل هذا الطريق وأما غيرهم فإنهم على قسمين طائفة تقول لا عين لممكن في حال العدم وإنما يكون له عين إذا أوجده الحق وهم الأشاعرة ومن قال بقولهم وطائفة تقول إن لها أعيانا ثبوتية هي التي توجد بعد أن لم تكن وما لا يمكن وجوده كالمحال فلا عين له ثابتة وهم المعتزلة والمحققون من أهل الله يثبتون بثبوت الأشياء أعيانا ثابتة ولها أحكام ثبوتية أيضا بها يظهر كل واحد منها في الوجود على حد ما قلناه من أن تكون مظهرا أو يكون له الحكم في عين الوجود الحق فهذا يعطيه حضرة الخلق والأمر أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ كما له الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!